✒️ بقلم الكاتب صَالِح الرِّيمِي
الكتابة سياحة جميلة في ملكوت الأرض وشغف لازمني منذ الصغر، وليست وظيفة أقتات منها، وأصبح هذا الشغف يزداد يومًا بعد يوم حتى صار يسري في عروق شرايين وعشعش في خلايا عقلي،
وليست الكتابة ترفًا فكريًا، لأنها ببساطة لا تندرج من ضمن الكماليات الحياتية، لسبب بديهي وهو أن الكتابة لا تمنح بالضرورة مالاً ولا جاهًا ولا سلطة لصاحبها، ومهما كان الكاتب منتجًا أو مبدعًا، كما هو الحال نجوم السينما أو الغناء أو لاعبو كرة القدم، فقد تجد أعظم الكتاب عاشوا حياة لا تخلو من الحرمان أو الفقر أو البؤس..
ولله الحمد خلال سنوات طويلة من خلال كتاباتي حاولت نشر التفاؤل والخير بين الناس وحاربت الحزن والتشاؤم، ولهذا لا أجد نفسي ولا قلمي يحب أن يكتب عن الحزن، حتى لا أزيد من حزني وحزن غيري، بل يحب أن يكتب خربشاته عن الفرح والسرور والسعادة والتفاؤل والأمل، وأن الحياة جميلة، لذا أنا لا أكتب لنفسي فقط، بل أكتب لكل القراء، وليس بالضرورة كل المتابعين والقراء على قدر من الوعي والفهم، فأنا كبائع الورد كلٌ ينظر ويشتري ما يعجبه.
فإن تكتب 1000 خاطرة و 1000 مقالة ليستفيد منها الآخرون، فهذا أمرُ جيد، ثم تخطئ في خاطرة لغويًا أو إملائيًا، فهذا أمر فطري وبشري وكلنا ذو خطأ، لكن ليس من العدل أن تجد سهام النقد مع الخطأ فقط، من منّا يستطيع العيش دون أن يتعرّض للانتقاد؟ لا أحد بالطبع.! وأن تعيش من دون أن ينتقدك أحد يعني ألا تقول شيئًا، ألا تفعل شيئًا، ألا تكون شيئًا في الحياة..
وعلى الرغم من إدراكنا أن النقد البناء يهذب ويصلح ويعدل الخطأ، لكن قلة قليلة هم من يمتلكون مهارات النقد البناء والتعامل بكفاءة عالية وأخلاقية وإنسانية بتعديل الخطأ للمخطئ، مما يضمن تقدمًا وتطورًا مستمرًا للعمل أيًا كان، فمن رأى من شخص خطأ فلينتقده بلطف، فأنت تتعامل مع شخص له نفس مشاعرك واحاسيسك المرهفة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ…)، فكن شهيدًا بالقسط.
ترويقة :
كبرت ومازالت أقرأ للعديد من الأدباء العرب كأمثال الرافعي والطهطاوي والمنفلوطي والعقاد والطنطاوي والقصيبي وقباني وعبدالكريم بكار ومحمد رشيد العويد وطه حسين ونجيب محفوظ وأحمد خالد توفيق وغيرهم، مما زرع فيّ حب الكتابة، وأصبحت كاتبًا مازال يحبو في صفحات الكتاب، لكن دون مقابل، وهذا ما عاهدت الله عليه أن تكون كتاباتي خالصة لوجهه الكريم، وأستمد نبع كتاباتي من تجارب الآخرين ومشاركتهم همومهم اليومية.
ومضة :
أذكر مقولة قيلت لي وأنا في مرحلة الثانوية “الأدب لا يؤكل عيش وستجد النقد الذي لا تحتمله، فاترك الكتابة حتى ترتاح”.