بقلم أ/ أحلام الرويلي
المال يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، فهو ضروري لتلبية الحاجات الأساسية والرفاهية المعيشية. يمكننا القول أن المال عبارة عن وسيلة لتسهيل الحياة وتحقيق الأهداف والطموحات، سواء كانت متعلقة بالتعليم أو الصحة أو الإسكان أو غيرها.
في الحياة اليومية، يُعتبر المال مصدرًا للأمان والاستقرار. فهو يمكّن الأفراد من توفير الغذاء والمأوى والملبس، بالإضافة إلى تحسين مستوى المعيشة بطرق متنوعة مثل الرفاهية والترفيه والسفر. كما يتيح المال للأفراد فرصة الاستثمار في المستقبل، سواء من خلال التعليم أو إقامة المشاريع الخاصة.
المال أيضًا يلعب دورًا مهمًا في التأثير الاجتماعي والاقتصادي. يُعتبر وسيلة لتحقيق التأثير والنفوذ والقدرة على إحداث تغيير في المجتمع سواء عن طريق الأعمال الخيرية أو الاستثمار في مشاريع تنموية.
أما في القرآن الكريم، فقد جاء ذكر المال في العديد من الآيات التي توضّح أهميته وكيفية التعامل معه. يقول الله تعالى في سورة الكهف: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” (الكهف: 46). هذه الآية تشير إلى أن المال والأبناء جزء من زينة الحياة الدنيا، وأنهما مصدر اختبار للإنسان في كيفية التصرف بهما.
ومع ذلك، يُقدّم القرآن توجيهات واضحة حول ضرورة إدارة المال بحكمة واعتدال. المال يجب أن يُستخدم لتحقيق الخير والصلاح، وليس للإسراف أو البذخ. كما يشدد الإسلام على أهمية الصدقة والزكاة، وهي جزء من توزيع المال لصالح الأقل حظًا والمحتاجين، مما يعكس قيمة العطاء والكرم في المجتمع.
في الختام، المال هو جزء أساسي ومؤثر في حياتنا اليومية وفي المجتمع. لا يمكن إنكار أهميته، ولكن يجب دائمًا أن نتذكر أنه وسيلة وليس غاية بحد ذاته. التعامل معه بفطنة ووفق التوجيهات الإسلامية يمكن أن يساهم في بناء مجتمع متوازن وعادل.