تقرير خاص : سوق السبت ببلجرشي… إحياء ما اندثر من الموروث الشعبي القديم

تقرير : عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي – بلجرشي

سوق السبت في محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة يُعد واحدًا من أهم الأسواق الشعبية في المملكة العربية السعودية، ويجذب السوق الزوار من مختلف الأعمار والفئات من داخل المنطقة وخارجها، ليتمتعوا بتجربة تسوق فريدة والتعرف على التراث المحلي.

وانا الذي زرته عدة مرات ولا زلت ازوره وأجدد زيارتي له من حبي لهذا التراث الاصيل لأهله وساكنيه فلهم مني كل التحية والتقدير، نعم لانه سوق يحظى بأهمية كبيرة من الناحية التراثية والثقافية، حيث يُعد وجهة سياحية مميزة تتيح للسياح والزوار فرصة استكشاف الموروث الشعبي للمنطقة، إذ أن عمره يمتد لقرابة أربعة قرون او أكثر،ويستمر هذا الموروث الذي حافظ عليه الأهالي حتى هذه اللحظة ويتميز هذا السوق بتنوعه الغني في الموروث الشعبي والحِرف اليدوية، والمنتجات الزراعية، ويجذب حضورًا كبيرًا من الزوار وأهالي المنطقة والسائحين على حد سواء.
ويمتلك سوق السبت مكانة تاريخية منذ القدم تعطي انطباعاً لدى الزائر ورغبة في العودة إليه مجدداً لاستعادة الماضي المجيد، وما استدعى تنفيذ مشروع التطوير؛ للحفاظ عليه وإعادة تأهيله ليستمر في استقبال الأهالي والزوار بصورة أبهى واجمل.

والتنظيم والجميل في السوق بأن لكل نوع من البضائع قسم وخانة في السوق فهناك “المسعارة” لكل أنواع الحبوب وما يباع بالكيل وآخر للنجارة، وقسم ثالث لبيع آلات والجنابي والهراوات ومعدات الزراعة، وقسم لبيع السمن والعسل، وقسم آخر للحطب.
والذي شاهدته في السوق من تنوع، وأشهرها البقوليات بأنواعها والعسل والسمن والريحان والكادي والطيور بأنواعها والغلف الذي يجلب من صدور جبال تهامة، والبن والهيل والبهارات وبعض الصناعات اليدوية والملبوسات النسائية والمشغولات اليدوية والبخور فكلها بمكان واحد متناسق.

وأخيراً: والجدير بالذكر أن الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، يقف على مشروع تطوير سوق السبت التاريخي بمحافظة بلجرشي، وسبق أن تجول في أرجاء السوق مطلعاً على العمل الميداني لمشروع تطوير السوق، الهادف إلى رفع جودة الحياة والمحافظة على أصالة السوق، موجهاً بالحرص على أن يكون أولى أهداف المشروع هو خدمة المواطنين من الباعة والزوار مع المحافظة على الطابع التراثي والتاريخي للسوق واستمرار دعم أبناء المنطقة المحافظين على تراث المنطقة ضمن معروضات السوق والحفاظ على هذا الموروث الأصيل.

خلاصة القول:
لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به، ونحافظ عليه، ونطوره ليبقى ذخرًا لهذا الوطن، وللأجيال القادمة بإذن الله تعالى.

*همسة*

يا ناس ذاك السوق لا تهجرونه

خلوه يبقى للمحبين تذكار

خلوه حب سنين خلفه ودونه

في داخله قصة مواليف وأسرار

من يعشق الأطلال دمعه يخونه

لا صارت أقدامه على سكة الدار

عش الحمام اللي بعالي ركونه

رمز الوفاء .. رمز المحبة .. والإصرار