غموض ذاتي

68
0

بقلم – أميره الشهراني 

مرور من يقظة إلى حلم ، وإنتقال من حقيقة إلى خيال ،يهتز طرباً وإعجاباً ، تناهى إلى الغاية لا يزال عندي ، فوق الغاية تفوقني الغرابة دائماً ، فهي نظام لانظام فيه ، لأنها طريقة لا طريقة لها ، مجرد أمثلة ليس لها قواعد يُحتذى عليها ، وإذا كان الفن قدرة متصرفة في الجمال ، ففلسفة القدرة متصرفة في الفن ، وهذي الجهة المطلقة في هذا المخلوق المقيّد ، وبها تتسع النفس لإدراك المطلق الظاهر من خلال الموجودات ، وفيها تتحول الأشياء من نظام الحاسة إلى نظام الروح ، فيسمع المرئي ويبصر المسموع، وتخلع الأجسام أنغاماً ، وتلبس الأصوات أشكالاً ، فيغطي فلسفة الفلاسفة وعلم العلماء ، وبالإلهام كانت له من وراء خياله قوة غير منظورة ، ليست فيه فهو إنسان من الفلك فهو يخزن الأشعة العقلية ويريقها وفي يده الأنوار والظِلال والألوان ، يعمل بها والطبيعة خلقها الله وِحده ولكنها ليست معقولة إلا بالعلم وليست جميلة إلا بالشعر وليست محبوبة إلا بالفن ، ويرى معاني الطبيعة كأنما تأتيه تلتمس في كتابته وشعره حياة أكبر وأوسع ، مما فيه من حقائق محدودة ، أن طبيعة النفس البشرية أن تسكن إلى وصف آلامها ، وفلسفة حكمتها ، كأن المؤلم ليس الألم وإنما هو جهل سِرِّهِ .

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك !
الرجاء إدخال اسمك هنا