رحلة إستكشافية … لمنتجع كهوف الغروب بشدا الأسفل بمنطقة الباحة

تقرير من اعداد عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي

تزخر المملكة العربية السعودية بوجود العديد من الوجهات السياحية الساحرة والأماكن الطبيعية الخلابة التي توفر تجربة حالمة للساعين وراء الطبيعة،إذاً جبل شدا يقع تقريبًا بين مدينتي قلوة والمخواة جنوب غربي المملكة العربية السعودية بمنطقة الباحة، وهو يتكون من جبل أعلى وجبل أسفل ويتشكل جيولوجياً من صخور جرانيتية عظيمة،ويعتبر معْلماً سياحياً رئيسياً في المنطقة، وما يميزه احتواءه على عدد من المغارات والكهوف به، والتي تكونت منذ ألاف السنين، وكثير منها يحوي كتابات تعود لعدد من الحضارات التي سكنت المنطقة منذ القدم.

وفي هذا التقرير المفصل نتوجه نحو منطقة خلابة وساحرة لنطلع على جمال الطبيعة والسياحة لعشاق الرحلات الساحرة وسط الجبال ومابداخلها من كهوف دعونا نتطلع اليوم على جبال شدا.

حيث يتميز جبال شدا الأعلى والأسفل في محافظة المخواة في منطقة الباحة بمجموعة من الكهوف ذات التكوينات الطبيعية التي أعطت المزيد من الجمال والجذب السياحي للمنطقة.

وتعتبر الكهوف إحدى أهم وجهات الجذب السياحي، مما دفع أبناء جبلي شدا الأعلى والأسفل إلى الاتجاه نحو تطوير تلك التكوينات الطبيعية الفريدة وإحالتها إلى منتجعات جبلية جاذبة دون خدش لجماليات المكان.

وللتفصيل جبال شدا تنقسم إلى قسمين :

*شدا الأعلى*
يعد جبل شدا الاعلى الأكثر ارتفاعًا جبل ضمن سهول تهامة إذ يبلغ إرتفاعه نحو 2200 متر عن سطح البحر، ويعتبر شدا الأعلى من المناطق المأهولة والحيوية حيث تتوفر الخدمات في شدا الأعلى من كهرباء وتوصيل المياه بالإضافة إلى الخدمات الرئيسية الأخرى مثل وجود مركزاً صحي ومدرسة

أما بالنسبة للتضاريس يحتوى الجبل على صخورٍ ملساء تعكس لونًا أزرق يمكن ملاحظته عند المرور بجانبه، ويشتهر الجبل بزراعة البُن والليمون والموز والتين الشوكي.

و *شدا الأسفل* وهي رحلتنا إليها وتقريرنا عنها، طبيعة شدا تتميز شدا الاسفل بطبيعتها الخلابة وتعتبر من أفضل الأماكن لقضاء فترة إجازة الصيف بين أحضان الطبيعة،
تكثر الحياة الحيوية في شدا الأسفل من حيث الخدمات، ويعتبر أحد سلسلة جبال السراة المتحولة والتي يعلوها الضباب، وتقع هذه الجبال في غرب المملكة وتعتبر من أعلى الجبال في السعودية بالقرب من منطقة المخواة وقلوة، ويقدّر ارتفاعها بأكثر من 1000 متر فوق سطح البحر أي على مستوى شدا الأعلى، ويجاور شدا الأسفل سهول تهامة الخضراء

ويسكن في شدا الأسفل العديد من القبائل وتكثر الحياة الحيوية فيها، كما يحتوي على العديد من القرى المأهولة بالسكان، وتتوفر الخدمات الأساسية ومنها الخدمات التعليمية مثل المدارس والتي تتوزع في تلك القرى. وأبرز ما يجذب السيّاح لزيارة جبل شدا الأسفل هو التضاريس الطبيعية التي شكلت الصخور العجيبة، وعند وصولنا إليها كان لي لقاء مع مالك منتجع كهوف الغروب بشدا الأسفل الأستاذ محمد بن صالح الشدوي “ابو مصطفى”
اليوم الجمعة الموافق 13 من شهر ديسمبر 2024
والحوار حول فكرة تطوير تلك الكهوف لتكون منتجعاً سياحياً قائلاً : إن الفكرة كانت منذ عشر سنوات، وبدأ تنفيذها خلال الأربع سنوات الماضية، مشيراً إلى أنه تم العمل على الاستفادة من خامات البيئة من أحجار الجرانيت مع تغطية الأسقف بالبلك أو القرميد مع تزيين فضاءات المكان بشلالات ومجسمات وزراعة أشجار البن والمغد والمورنقا والرمان وشجر الغِلف.
وبيّن أن التصميم كله من أفكاره،بحيث يحتوي على خمس صالات تم إنشاؤها تحت الصخور عبارة عن (مغارات)، وأخرى على شكل خيام، وربطها بممرات داخلية وخارجية، كما عُملت في قمة المنتجع مصائد للأمطار والاستفادة من الماء وتحويله إلى خزانات تحت الكهوف والمغطاة بإحكام كنوع من السلامة، وأضاف الشدوي أن الكهوف تطل على وادي وقرى نيرا وسد جبل شدا الواقع أسفل نيرا، وقال الشدوي بأن المكان مهيأ لتنفيذ بعض الألعاب الرياضية أو تسلق الجبال “الهايكينج”، ويعد جبل شدا الأسفل أحد أجمل المعالم السياحية في المملكة، وذلك لما يتميز به من تشكيل جيولوجي فريد يتمثل في وجود كهوف ومغارات نُقش عليها رسوم وكتابات ثمودية يرجع تاريخها إلى ٤٠٠٠ سنة تقريباً، حيث تتميز تلك الكهوف والمغارات بتشكيلاتها الجيولوجية الفريدة، فهي عبارة عن فتحات واسعة جداً داخل الصخور الجرانيتية التي اتخذها الإنسان القديم مسكناً له، كما أنها تختلف عن ما يسمى بالدحول التي تنشأ في الأراضي ذات الصخور الرسوبية، مما أكسبها تفرداً متميزاً قلّ أن تجد مثيله، ونتج عن هذه التجوية أن تُشكل الكثير من هذه الصخور بأشكال غريبة وفريدة، فتجدها على أشكال بعض الحيوانات أو الإنسان أو كأشكال الطيور وغيرها من التشكيلات العجيبة، ودلّت الرسومات والكتابات الثمودية القديمة الموجودة في هذه الكهوف على أنها كانت مساكن للإنسان القديم في هذا الجبل منذ آلاف السنين، حيث تنتشر تلك الرسومات في الكثير من كهوف هذا الجبل.

كما أن الكثير من سكان الجبل في وقتنا الحاضر لا يزالون يستخدمون تلك الكهوف كمساكن، بل وطُوّر بعضها اليوم لتصبح أماكن سياحية يقصدها السائحون من جميع الأقطار.

وفي الختام نشكر الأستاذ محمد الشدوي على حسن الإستقبال ونتمنى له التوفيق في منتجعه الرائع بكل مايحاط به من جماليات وانا بدوري أشجع الجميع بزيارة منتجع كهف الغروب بشدا الأسفل، ومن احب زيارة المنتجع الإتصال بالاستاذ محمد صالح الشدوي رقم التواصل :

0555775447