عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
لا يمكن التمتع بحياة زوجية سعيدة بغير تعاون من كلا الشريكين في سبيل تحقيق ذلك من خلال ما يبذلونه من سعي لبناء علاقة قوية تكللها مشاعر الود والألفة والمحبة وبالتالي ينعم كلاً منهما في رفقة الآخر بالاستقرار النفسي والانسجام مع شريكه ورفيق الطريق.
إذاً فالرجولة ليست بالغلظة والعنف، ولكن بالمودة والرحمة، جرب ذلك واصبر عليه ستجد راحة البال والسكينة التي يسكبها ربك في بيتك، لذلك وصف صلى الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ارسى بذلك طبيعة العلاقة القائمة بين المسلمين عامة ومعالمها وأسسها، لذا فان علاقة الزوج والزوجة هي من باب اولى ان تقوم على المودة والتعاطف والرحمة.
ولكن كم أعجبني ذلك الرجل صاحب المواصفات الجميلة والتي تحمل في طياتها معاني الوفاء، تجعله في مكانة أكثر إرتقاءً ليظل راسخا في القلب والعقل والفكر والوجدان، بحيث لا يمكن نسيان تعامله مع زوجته أبدا.
رسمت أنا لوحة غلاها بصدري
ألوانها حبي وشوقي كساها
هي لذة أيامي حياتي وعطري
قلبي لها موطن عساني فداه
ونِعْمَ الرجل الذي إستطاع أن يملأ حياة المرأة كلها، ولم يحرمها من قربه وعطفه وحنانه وحتى هي في مرضها يبحث لها افضل المستشفيات ولو كانت خارج وطنه، فعلاً هو رجل راعى الله تعالى فيها، وإهتم بها ولم ينسى حسن عشرتها، فأثناء مرضها يراعي وضعها ولم يجرح مشاعرها، ولم يسيء إليها بأي شكل من الأشكال، فتحيةً طيبة لهذا الرجل الذي فهم جيداً معنى القوامة على المرأة، وتفانى في رعايتها وصيانتها ولم يجعلها عرضة لقلة التقدير والإهانة من أي طرف مهما كانت علاقته به ليكون بذلك محافظا على كرامته وكرامتها.
*همسة*
هذه الدنيا متاعٌ خيرُها الزوجُ الوفيّةْ
مَنْ إذا ناديتُ لبّت
تسرعُ الخطوَ رضيّةْ
بسمة الانسِ لَدَيها تجعلُ النفسَ هنيَّةْ
إنْ أقلْ قال الإلهُ
أو نبيُ بشريّةْ
أسعدَتْني بالتزامٍ فيه إخلاصٌ ونيّةْ
احسنت أبا ياسر
بارك الله فيك
سلمت أنامل الكاتب أ.عبدالرحمن منشي المعروف بطيب معشره وسمو أخلاقه من خلال مقالاته الجميلة والمميزة والتي تلامس جروح من ذاق الصبر والتضحية بكل شيء في سبيل إرضاء شريكة حياته ..
حفظ الله رفيقات الدرب، ورحم الله من كان وجودهن بلسم شافي للزوج والذرية .