الرئيسية مقالات محمد بن عبدالله آل شملان يكتب :(سلطان.. والتراث)…!!؟!!

محمد بن عبدالله آل شملان يكتب :(سلطان.. والتراث)…!!؟!!

25
0

 

بقلم الكاتب محمد بن عبدالله آل شملان

هو صاحب سمو، وهو رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التراث غير الربحية، وهو المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، لكنه بالأمس ولازال شخصية مختلفة، شخصية سعودية مميزة ومبدعة، لقد كنا في مواجهة باحث ومؤرخ للتراث كالبحر في غزارة معلوماته، ودقة تفاصيله، يمر على التراث ويتنقل بين ماضيه وحاضره بكل بسلاسة، ويربط بين أحداثه وكلماته وأسمائه عبر الزمن، ويختصر النتائج، ويجعل التراث واقعاً معاشاً يسهم في ربط المواطن بتاريخ وطنه.

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليس مدوناً عن التراث للتراث، ولا ناقلاً له، فالتراث يكفي أنه مكتوب عنده بالاعتزاز والفخر، وسموّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدوِّن معلومة دون اعتناء وبحث وجهد كبير، فهو تراثي ومتبحِّر في الحضارة الإنسانية، وهو منفتح على التاريخ والتراث، وباحث ومكتشف الحقيقة، فلم يكن بالمستغرب أن تكون له كتبه الخاصة التي تم تسجيلها باسمه، ولم يسبقه إليها أحد قبله على تتالي آلاف السنين.، ولعل كتابه ” الاندثار إلى الازدهار البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية ” خير شاهد على ذلك.

استمعنا واستمتعنا في اللقاء السنوي لمؤسسة التراث غير الربحية بعنوان: “خطوات واثقة نحو المستقبل”، الذي أقيم مؤخراً، على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب، ألقى فيه الأمير سلطان كلمة عن مؤسسة التراث غير الربحية، التي ليست من الأيام القريبة بل منذ عام 1418هـ، لقد كنا نشاهد فيلماً وثائقياً مترابط الفقرات والأحداث عن رحلة مؤسسة التراث منذ تدشينها، ورصد أهم محطات مؤسسة التراث غير الربحية في أكثر من ربع قرن، كما استعرض أهم مبادراتها منذ نشأتها إلى رؤيتها المستقبلية، وهذ المؤسسة هي البداية الحقيقية والأساسية التي نبعت منها قضية التراث وصونه والمحافظة عليه.

لقد عرفنا بالأمس بأن مؤسسة التراث جاءت في وقت كانت كلمة التراث مستهجنة، كما كانت قضية التراث قضية هامشية، وعرفنا بأنه تم إنشاء مركز تعليمي متكامل في مبنى من المباني التي أنشئت في الخمسينات، وتم إنشاء الجمعية السعودية لعلوم العمران ومؤسسة التراث سنة 1417هـ، وعرفنا بأن حكمة خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ هي التي جعلته يحافظ على أطراف الرياض، وبقية المناطق، وأيضا جهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، الذي عاصر مع الأمير سلطان بن سلمان، ما يقوم به والد الجميع خادم الحرمين الشريفين.
ما يبذله سمو الأمير سلطان بن سلمان هو عمل فيه مشقة، يتطلب جهداً هائلاً، وهو بحق اعتزاز لكل إنسان سعودي، فسموّه من خلال مؤسسة التراث التي مرَّ عليها أكثر من ربع قرن حقق معها منجزات كبيرة في الكتب والأبحاث وأرشفة الصور التاريخية، والمساهمة في توثيق ذاكرة الوطن بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية من خلال مشروع إنشاء الأرشيف الوطني للصور التاريخية، ولها اسهامات وطنية رائدة في خدمة التراث والتاريخ الوطني، وأسهمت في التعريف بقضية التراث وصونه والمحافظة عليه، ودرست تاريخ المملكة وحوادثها، واهتمت بجميع التفاصيل التاريخية الصغيرة، وتحليلها بأسلوب محايد من دون أن تبرز تحيّزها اتجاه طرف بذاته، فهي تنقل ما يثبت صحة الأحداث سواء بالمشاهدة أو الرواية، كما تنقل بعض الأحداث من الكتب الأخرى وغيرها، وتهتم بسرد منهجي، وتعمل على ألقاء الضوء على جميع التفاصيل والأحداث التي حصلت في الماضي، وتعمل على فهم واستيعاب واستنباط جميع الأحداث من المصدر التاريخي، ولا تتوقف المؤسسة عند سرد الأحداث الماضية فقط، بل تهتم بتفسيرها، وتأخذنا بأسلوبها الإبداعي إلى الزمن التاريخي الذي تكتب عنه، مثل الفيلم الذي انتجته المؤسسة تحت عنوان ” عكاظ البدر “.

المتتبع لبنية المعاصرة عند صاحب السمو رئيس مجلس إدارة مؤسسة التراث يلاحظ مدى مواكبة التحول الرقمي الوطني ونشر ثقافته من خلال مبادراته في حفظ التراث، وتفخر المؤسسة بأحدث إصداراتها السمعية والبصرية لكتب الأمير سلطان عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن رؤية المؤسسة المستقبلية لقطاع النشر، مثل كتاب الأمير تركي بن أحمد السديري.. سيرة وتاريخ، وكتاب من الاندثار إلى الازدهار البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وكتاب الخيال الممكن، وكتاب Heaven in Earth ، وهو بالطريقة هذه يترجم مسلكاً تقنياً وجدانياً مع أهداف وطنه في استغلال الثورة التقنية فيما يفيد.

سألني ابني ” عبدالله ” عن مؤسسة التراث، فأجبته بعد تفكير عميق: ” مؤسسة التراث، احتسبها الأمير سلطان عند الله، حاملةً للتاريخ والتراث السعودي، وكرّس حياته لجعلها مَوْطِناً للتاريخ والتراث والحضارة، وموئلاً يلجأُ إليه الأبطال، وعُشّاقُ الوطن ومُحبُّو المعرفة “.

هذا هو الحرص والاهتمام، وهذه هو التراث، وهذا هو التاريخ.. حاضرة بكل قوة في شخصية سلطان بن سلمان!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا