بقلم الكاتبة هيفاء حموض
مسيرةُ اجيالٌ دامت عقود، وطن الأبناء والأباء والجدود، يفوح عطرها عنبر و عود، سلامٌ عليكم أهل الكرمِ والجود.
في سنةٍ مضت كان الوطن بيت من طين وجلسة السمر حول إبريق شاهي وخبز من شعير ..
في كل صيفٍ نأتي لوطن الـ ينفع بأيديٍ بيضاء ونعود للوطن بأيديٍ خضراء ، يترك العشبُ آثار لوناً جميلاً في أناملنا، ونحن نترك البيت زاهياً بألوانِ سعادتنا، ولأن أحواشنا كانت عبارة عن مساحةٍ صغيرة أمام كل باب
فالكل في وطننا اهل وأصحاب فنسمع صوت الأذان وصوت ضحكة الأهل والأخوان، ونسمع الحكاية والرواية عن قبيلةٍ حلت وأخرى رحلت وارتحلت، ونسمعُ عن حال فلان ابن فلان و دندنة الشعر والألحان، وترى عند كل بيتٍ زرع وبستان ، كان الوطن لنا قطعة من الجنة ذاك الزمان وكنا نطوف حوله كأننا أخدان..
سلاماً لمن رحلوا وتركوا لنا البيت والجدران ونقول لهم : اطمأنوا نحن رحلنا بعدكم من وطن ال ينفع إلى الوطن الكيان وطن الأمن والآمان .
الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده.