بقلم فرج شليويح
توج الفيفا الملف السعودي باستضافة كأس العالم 2034 بعد جهد يذكر ويشكر لكافة المكلفين بهذا الملف و لايمكننا هنا إلا أن ننسب الفضل لأهله فدعم سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء جدير بهذا الاستحقاق التاريخي وهذا المنجز المتوقع من سلسلة الأحلام السعودية التي يجسدها الواقع في أرشيف أهداف رؤيتنا الوطنية 2030 .
يتبادر للذهن سؤال عن جدوى استضافة المملكة لبطولة كأس العالم لكرة القدم !!
وللإجابة على هذا التساؤل البديهي ينبغى أن نتذكر أن محاور رؤيتنا الوطنية 2030 هي : مجتمع حيوي ، اقتصاد مزدهر ، وطن طموح .
المجتمع الحيوي هو الذي ينبض بالحياة، يتفاعل مع العالم يحب ما لا ينبغي أن يكره ويكره ما لا ينبغي أن يحب معتزاً بقيمة الراسخة من دين اسلامي حنيف يرفض التطرف والانحلال ولا يقبل بغير الفطرة السوية أساساً لبناء الأسرة والمجتمع وصولاً إلى وحدة وطنية متينة ، وفي الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تتجلى جملة من القيم الإنسانية ويسقط ماسواها من حصون العزلة والانطواء والتقوقع على الذات وتتلاشى الصور الذهنية السلبية التي عمل الإعلام الموجه منذ عشرات السنين على تشكيلها وفق أجندته ومصالحه المختلفة .
الاقتصاد المزدهر نتيجة حتمية للقيام بالمشاريع العملاقة والفعاليات المتنوعة ، فما بالك بالمشاريع التي يتطلبها ملف استضافة بطولة العالم لكرة القدم ، لك أن تتخيل عزيزي القارئ أوعية الإنفاق الحكومي المنتظر في مشاريع البنية التحتية وما يصاحبها من خلايا عمل تفتح الباب على مصراعية للاستثمار المحلي والأجنبي وحتماً ستبقى تلك المشاريع وبنيتها التحتية رافداً مهماً للاقتصاد الوطني ومشاريعه السياحية الكبرى ، خلق فرص عمل مليونية لأبناء وبنات الوطن بطبيعة الحال ستكون واحدة من الجوانب الإيجابية لهذا الاستحقاق .
وطن طموح حكومته قادرة على التطوير المستمر والتكيف مع التحديات ومواجهتها بكل فعالية ، ومواطنة تشارك حكومتها التطلعات لتحقيق أهدافها المختلفة وفق خططها الاستراتيجية التنموية ، واستضافة بطولة بهذا المستوى دون منافسة دليل على وعي العالم وإدراكه لحجم الطموح السعودي وصعوبة مجاراته لثقته بنفسه أولا وبإمكانياته ثانياً وأخيراً قوة الإرادة ، إذ حصل الملف السعودي على تقييم 419.8 من 500 نقطة، كأعلى تقييم لملف استضافة في تاريخ البطولة .
ويبقى الحديث مفتوحاً عن بعض أبعاد الشرف الذي ستحظى به الفيفا لإقامة بطولة كأس العالم في بعض المدن السعودية ذات الثقل السياسي العالمي، البعد الحضاري ، العمق الديني ، الوزن الاقتصادي ، المستقبل وصناعته .