الرئيسية المجتمع حاتم الحميدي يكتب :(ظلم القريب وألم الثقة المهدورة )…!!؟!!

حاتم الحميدي يكتب :(ظلم القريب وألم الثقة المهدورة )…!!؟!!

16
0

بقلم الكاتب حاتم الحميدي

ليس الظلم مجرد اعتداء على الحقوق أو استباحة للكرامة، بل هو طعنة موجعة تزداد قسوتها حين تأتي من أقرب الناس إلينا. فظلم القريب لا يقتصر على أذى الجسد أو المادة، بل يمتد ليخترق أعماق الروح، فهو ظلمٌ يتجاوز الحدود المعتادة ليصيب الإنسان في صميم شعوره بالأمان والثقة.


فعندما نظن أن القريب هو الحضن الآمن والسند الذي نلجأ إليه عند الشدائد، ونفاجأ بأنه المصدر ذاته للألم، يصبح الشعور مزدوجًا: خيبة أمل تمتزج بالخذلان.
إن ما يجعل ظلم القريب أشد إيلامًا هو أنه يصيب القلب مباشرة، حيث العلاقات التي نعتقد أنها محصنة من كل سوء، فإذا بها تنهار على حين غرة.
ظلم القريب ليس كأي ظلم؛ فهو يترك جرحًا داخليًا يستنزف الروح، لأن الذكرى المرتبطة به تظل تلاحقنا. كيف يمكن نسيان خيانة شخص كان يومًا رمزًا للحب والمودة؟ وكيف يمكن تجاهل أذى صادر عمن كنا نعتبره ملاذًا؟ هذا الجرح، على عمقه، يظل صامتًا لكنه حاضر، يعيق الإنسان عن المضي قدمًا بسهولة.
إن من أسباب هذا الظلم (الأنانية )التي تجعل البعض يقدم مصلحته على مشاعر الآخرين. أحيانًا، ويكون الظلم نتيجة لصراعات داخلية يعيشها القريب فيسقطها على من حوله. وقد يأتي الظلم بسبب عدم إدراك الظالم لمدى تأثير أفعاله على القريب الذي ظلمه.ولمواجهة هذا الظلم
يجب ان يكون لدينا تأمل ذاتي حيث نواجه أنفسنا ونستعيد قوتنا النفسية، وأن يكون الحديث المفتوح وسيلة لتوضيح المشاعر ومحاولة إصلاح ما كُسر.ولاقد أن أوضح أن التسامح لا يعني العودة لنفس العلاقة، بل يعني التحرر من ثقل الحقد والغضب،فإذا استمر الظلم، فإن الابتعاد قد يكون الخيار الأكثر حكمة لحماية الذات.
ربما يكون ظلم القريب درسًا يعلمنا التوازن بين الثقة والحذر، ويجعلنا نعيد تقييم علاقاتنا. ففي كثير من الأحيان، يكون الألم محفزًا لإعادة بناء الذات على أسس أقوى، بعيدًا عن الاعتماد المطلق على الآخرين.

في الختام قد يظل ظلم القريب جرحًا عالقًا في الذاكرة، لكننا نملك القدرة على تحويله إلى نقطة انطلاق نحو حياة أكثر نضجًا ووعيًا. إن الألم، مهما كان قاسيًا، يمكن أن يكون بوابة لإعادة تعريف ذواتنا واكتشاف قوتنا الداخلية، بعيدًا عن قيود الماضي وأوجاعه.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا