الرئيسية محليات معلومات الوزراء يرصد توقعات المؤسسات الدولية لأسواق الغاز والنفط 

معلومات الوزراء يرصد توقعات المؤسسات الدولية لأسواق الغاز والنفط 

52
0

 

القاهره – حقائق الأخبار – أحمد الكومي

بظل إهتمام مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الدولية التي تتناول الشأن المصري أو تدخل في نطاق إهتماماته، سلط المركز الضوء على التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة، والذي أشار إلى بلوغ الطلب العالمي على الغاز الطبيعي مستوى قياسياً جديداً في عام 2024، موضحاً أن أسواق الغاز بدأت في التعافي تدريجياً بعد صدمات الإمدادات في 2022 و2023، وعاد النمو في العام الماضي، ويُتوقع إستمراره على مدار عام 2025، مدفوعاً بالنمو السريع في الأسواق الآسيوية، ولا تزال الأسواق تواجه تحديات بسبب ضعف نمو إنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) وتأثير الأحداث المناخية المتطرفة.

وأشار التقرير إلى أن التوترات الجيوسياسية ساهمت في زيادة تقلبات الأسعار، موضحاً أن توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا منذ 1 يناير 2025، رغم أنه لا يشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات الأوروبية، قد يزيد من الإعتماد على إستيراد الغاز الطبيعي المسال، مما يضغط على السوق.

وقد شهد عام 2024 إرتفاعاً في إستهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 2.8% (ما يعادل 115 مليار متر مكعب)، وهو أعلى من متوسط معدل النمو السنوي خلال العقد السابق، كما ساهم الغاز الطبيعي بنسبة 40% من الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة في عام 2024، مع تركيز رئيسي على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي استحوذت على نحو 45% من الطلب الإضافي بسبب التوسع الإقتصادي المتواصل، وقاد الإستخدام الصناعي للغاز نمو الطلب، إلى جانب إحتياجات الطاقة الذاتية.

كما شهدت قطاعات مختلفة تحولاً كبيراً من النفط إلى الغاز الطبيعي، مدعوماً بسياسات ولوائح جديدة، ففي منطقة الشرق الأوسط، تزايد الإعتماد على الغاز في توليد الكهرباء عام 2024، بينما شهد قطاع النقل في الصين توسعاً ملحوظاً في إستخدام الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال، مما خفض الطلب على الديزل، وكذلك يُتوقع زيادة إستخدام الغاز الطبيعي المسال في الشحن البحري بفضل لوائح إنبعاثات أكثر صرامة.

 

وأبرز التقرير تأثير الأحداث المناخية المتطرفة على الطلب على الغاز، فقد أدى الإعتماد المتزايد على الغاز في مواجهة تقلبات مصادر الطاقة المتجددة إلى رفع الطلب في ظروف الطقس القاسية، فعلى سبيل المثال، إرتفع الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى قياسي خلال عاصفة شتوية في يناير 2024، بينما شهدت الهند إرتفاعاً قياسياً خلال موجات الحر في الصيف، وفي أمريكا الجنوبية، أسهم الجفاف في زيادة الإعتماد على محطات الطاقة العاملة بالغاز، وفي أوروبا، أدى إنخفاض إنتاج طاقة الرياح إلى تعزيز دور الغاز في توليد الكهرباء.

ويتوقع التقرير إستمرار محدودية الإمدادات خلال عام 2025، حيث نما إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 2.5% فقط في 2024، وهي نسبة أقل بكثير من متوسط النمو بين 2016 و2020، ورغم ذلك من المتوقع أن يتسارع النمو إلى 5% في 2025 مع بدء تشغيل مشاريع كبرى في أمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا، كما زاد إنتاج الغاز الحيوي عالمياً بنسبة 15% بفضل التوسع في أوروبا وأمريكا الشمالية، مع تعزيز دعم الهيدروجين منخفض الإنبعاثات.

وأكد التقرير على أهمية التعاون الدولي لضمان أمن إمدادات الغاز، ودعا إلى إطلاق مبادرات لتحسين شفافية السوق وتعزيز آليات التعاون المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال، ما يساعد في مواجهة تحديات السوق والقيود الجيوسياسية.

وقام جولدمان ساكس بتقديم تقرير بعنوان “نظرة على سوق النفط: توقعات منتجات النفط المكررة لعام 2025 ” حيث أشار التقرير إلى أن سوق النفط المكرّر عالمياً سيظل يواجه تحديات وفرص خلال عام 2025، فقد ساهم الطقس البارد وارتفاع أسعار النقل البحري الناتج عن العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى احتمال فرض رسوم جمركية على النفط الخام الكندي، في زيادة هوامش التكرير في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في المقابل، شهدت مناطق مثل سنغافورة، تدهوراً كبيراً في هوامش التكرير بسبب ضعف الطلب وتنافسية أسعار الغاز الطبيعي المسال مقارنة بالديزل.

وتشير التوقعات إلى أن هوامش وقود الديزل ستظل أقل من المستويات الحالية، مع وجود مخاطر نزولية نتيجة تراجع المخاوف بشأن الرسوم الجمركية على النفط الخام الكندي، وانخفاض تكاليف النقل البحري مع تحسن الظروف الجيوسياسية، كما أن المنافسة المتزايدة من الغاز الطبيعي المسال في أسواق النقل الثقيل تضيف ضغطًا إضافياً على الطلب على الديزل، خصوصاً في الأسواق الآسيوية.

وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تحافظ هوامش البنزين على إستقرارها عند مستويات مقبولة بسبب الدعم الناتج عن تكاليف الإنتاج والقيود المتوقعة المتعلقة بالأوكتان خلال فصل الصيف، كما تُظهر المزيج البترولي “النفتا” بعض القوة نتيجة الطلب القوي من قطاع البتروكيماويات، والذي يعتبر المستفيد الأكبر من تحسن الظروف الاقتصادية.

وبظل السياسات الأخيرة للإدارة الأمريكية، التي تتضمن تقليص الحوافز للمركبات الكهربائية وإعادة النظر في معايير الإقتصاد في إستهلاك الوقود، لتعزز الطلب على المنتجات النفطية المكررة، وأفاد التقرير أنه من المتوقع أن يستمر إستخدام المصافي عند مستويات مرتفعة تاريخياً خلال السنوات الثلاث القادمة، مع إستمرار الضيق في السوق حتى بداية الثلاثينيات من القرن الحالي، ما يدعم هوامش أرباح التكرير فوق متوسطاتها التاريخية قبل جائحة “كوفيد-19”.

وبذات السياق؛ أفاد التقرير أن قطاع التكرير في أسواق آسيا يعاني من ضعف ملحوظ، خاصة في الصين، حيث أدى التحول نحو الغاز الطبيعي المسال كبديل أكثر كفاءة للديزل في قطاع النقل إلى تراجع الطلب، ومع ذلك يُتوقع أن يؤدي هذا الضعف إلى زيادة واردات المنتجات المكررة إلى الأسواق الغربية، ما يساهم في تحقيق التوازن التدريجي بين العرض والطلب.

أما بالنسبة لأسواق الوقود ذات الكبريت العالي والمنخفض جداً فمن المتوقع أن تظل تحت الضغط خلال عام 2025 نتيجة المخاوف المستمرة بشأن الإمدادات الروسية وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مع ذلك، يتوقع حدوث تحسن تدريجي في عام 2026 مع تراجع أسعار النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى استقرار الأسواق العالمية.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وفقاً للتقرير، إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمعدل معتدل يبلغ 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2025، مع تباطؤ تدريجي يصل إلى 0.85 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، وذلك نتيجة لتأثير اعتماد المركبات الكهربائية بشكل متزايد، وعلى صعيد السعة التكريرية، من المتوقع أن يظل معدل النمو منخفضاً بسبب تأخر المشاريع الجديدة والإغلاقات المستمرة للمصافي غير الفعالة، ما يدعم الضيق المستمر في السوق.

وأكد التقرير أنه من المتوقع أن تبقى الأسواق عرضة لتقلبات كبيرة نتيجة التحديات الجيوسياسية وتغير السياسات الحكومية. ومع ذلك، فإن التوجهات الإيجابية المرتبطة بالطلب على المدى الطويل قد تساهم في تحسين هوامش التكرير وتوفير فرص للنمو في المستقبل.