د.علي أبو علامة الشهري
إن الأدب السعودي مفعم بالجمال، يحمل بين جنباته تعزيز المعاني النبيلة والقيم الرفيعة كحب الوطن والإنسان والثقافة والمجتمع ، وبث روح الحياة والمعرفة والتسامح والسمو الأخلاقي ، والحقيقة إن لم يكن للأدب مثل هذه المعاني فهو أدب لا قيمة له كون الأدب قبل كل شيء معبر عن المجتمع يشاركه كل تفاصيله وأبجدياته . وما الأدب السعودي إلا نموذج للجمال وللرسالة السامية والوطنية الواضحة المعالم، لما تحمله من رؤية تشاركية هادفة تصب في مصلحة رفعة الوطن والارتقاء بفكر المواطن، وتعزيز الجوانب الذوقية والحسية والفنية والأدبية لدى المجتمع، كما تعزز النظرة النقدية الهادفة التي هي من مسارات الفن الأدبي الأصيل. ومع التطور التكنولوجي و التطور التقني الذي غزى المشهد الثقافي شهدت الساحة الأدبية حركة ثقافية جديدة،من خلال محاكاة تجارب جديدة في الكتابة الحديثة تسمى الكتابة الرقمية. فمنذ حوالي عشرين عامًا ، ظهر إنتاج أدبي كان يُقرأ على شاشة الكمبيوتر في الساحة الأدبية. ومن خصائصه أنه يدمج الوسائط الإلكترونية المتعددة : الوسائط النصية ،والمسموعة والمرئية والحركية في الكتابة في مساحة تسمح للقارئ بالتحكم فيها؛ فسمي هذا الإنتاج بالأدب الإلكتروني أو الأدب الرقمي ، ويسمى أيضًا بالأدب التفاعلي. فالأدب الرقمي يعد رؤية جديدة للنص الأدبي، أساسها التواصل البشري والتفاعل الإبداعي الخلاق ، ودعامتها الصلة بين ما هو بشري وما هو تقني ، و هو ما اتفق مع فكر و رؤية المملكة 2030؛ و لذلك و منذ بدأ ظهور الادب الرقمي في المملكة العربية السعودية جاء دوره في تعزيز رؤية المملكة 2030 ، فقد أصبح الأدب الرقمي أسلوبا يستخدمه الأدباء السعوديين سواء في الشعر او القصة أو الرواية . فظهرت الرواية الرقمية و القصة الرقمية والقصيدة الرقمية .حيث صارت الساحة الأدبية السعودية روضة حقيقية لتعزيز الحس الوطني بنفس الذوق والأدب والإبداع، وإظهار التراث والفن السعودي الأصيل , وإبراز الثقافة المتنوعة للمجتمع في بوتقة الوطن ؛ ليقتطف المتابع من روضتها الآداب سواء كان شعرا أو قصة أو رواية أو مسرحا ، فهو الإطار الذي يجمع الأدباء والشعراء والنقاد بالمجتمع لإبراز فنونهم ، والدائرة التي من المنتظر التمحور عليها والتي يسعى الجميع اليها وفق رؤية طموحة في شتى المجالات .