متابعات -واس
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث غير الربحية، أمس، اللقاء السنوي لمؤسسة التراث غير الربحية بعنوان: “خطوات واثقة نحو المستقبل”، وذلك في مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز ورئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري انزيريلو، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي والسفراء لدى المملكة.
وبدأ اللقاء بعرض فيلم وثائقي، عن رحلة مؤسسة التراث منذ تدشينها، رصد أهم محطات مؤسسة التراث غير الربحية في أكثر من ربع قرن، كما استعرض أهم مبادراتها منذ نشأتها إلى رؤيتها المستقبلية، ثم عرض فيلم آخر عن حفل تدشين كتاب “الملك سلمان” الذي دشن بمبادرة من مؤسسة التراث ورعاية شركة أرامكو السعودية تزامنًا مع مناسبة اليوم الوطني الـ 94 في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران.
وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان عن سعادته بافتتاح اللقاء السنوي لمؤسسة التراث غير الربحية تحت عنوان:” خطوات واثقة نحو المستقبل”، منوهًا بما يؤكده المعرض من عناية المملكة بالثقافة والتراث الحضاري الوطني الذي سيصبح الاقتصاد القادم.
وقال سموه:” إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- أول من أسس وبدأ معرض الرياض للكتاب”، وقال:” إن الملك سلمان كان ولا يزال قارئ بالدرجة الأولى، وأنا لم أرى قارئاً متنوعًا مثل الملك سلمان، حفظه الله، واتذكر أنه كان يعطي كل واحد منا كتاباً ويتابعنا يومياً للتعرف على مدى قراءاتنا له”.
وتطرق سموه إلى تدشين مؤسسة التراث غير الربحية كتاب “الملك سلمان” ووصف ذلك بالهدية للوطن، مشيرًا إلى ما يتضمنه الكتاب من مراحل عمرية في حياة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومعايشته -حفظه الله – للملك المؤسس عبدالعزيز، وملوك المملكة – رحمهم الله-.
وسرد بعض من صفات خادم الحرمين الشريفين، ومنها الجهد والصبر والعمل الدؤوب، لافتاً إلى أن الملك سلمان – أيده الله – لديه رؤية لما وراء الأفق، فعندما كان أميراً للرياض كان يرى تطوير الرياض والطرق والشوارع والمنشآت والتعمير، بل وكان يعيش وسط الحدث ويتابع العمل بنفسه.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مؤسسة التراث غير الربحية تعيش تطور مستمر منذ تأسيسها قبل 28 عامًا، حيث حققت بمرور أكثر من ربع قرن منجزات كبيرة في الكتب والأبحاث وأرشفة الصور التاريخية والمساهمة في توثيق ذاكرة الوطن بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية من خلال مشروع إنشاء الأرشيف الوطني للصور التاريخية، ولها اسهامات وطنية رائدة في خدمة التراث والتاريخ الوطني، وأسهمت في التعريف بقضية التراث وصونه والمحافظة عليه.
وقال:” مؤسسة التراث أتت في وقت كانت كلمة التراث مستهجنة، كما كانت قضية التراث قضية هامشية، ولدي بعض الأبطال الذين عملت معهم في حياتي، نحن بلد الحضارة، بلد التاريخ، وهذا التراث، وتراث عريق جدًا، وأنا أحمد الله سبحانه وتعالى أن هذه الجهود الكبيرة التي تمت في السنوات الماضية من المعاناة، والذي أثمر عنها كتابي الذي أنتجته من (الاندثار إلى الازدهار البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية)”.
ولفت سموه إلى إنشاء مركز تعليمي متكامل في مبنى من المباني التي أنشئت في الخمسينات، وقال: رحلة التراث غيرت كل مفاهيمي، وأنشأنا الجمعية السعودية لعلوم العمران والمؤسسات الأخرى، مؤسسة التراث سنة 1996.
وقال: من حكمة خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – وقد كان من القليلين الذين حافظوا على أطراف الرياض، وبقية المناطق، وأيضا جهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، الذي عاصر معنا، ونحن عاصرنا ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف: إن التراث يهم الشباب، خاصة مع ما يحدث اليوم من اهتمام ضمن خطة 2030، ومما لا شك فيه أن التراث الوطني سوف يصبح الاقتصاد القادم.
كما أعلن سموه عن الفيلم الوثائقي “عكاظ البدر”، وكيف تم تطويره بالكامل برؤية جديدة، بإنتاج مؤسسة التراث غير الربحية. وقال سموه: فيلم عكاظ البدر برؤيته الجديدة أنتج بالكامل من مؤسسة التراث، وقد أخرجته بنفسي مع أربعة من الباحثين المقربين من البدر، ولا أعتقد أن أحد يعرف البدر عن قرب مثل القرب الذي كان مع سموه، رحمه الله، وأنا أنصح بأن يندمج المشاهد عند رؤية فيلم عكاظ البدر، وسيعرف أن الذي أمامه بطل وطني”.
وأشار إلى أن الفيلم نال إعجاب عدد كبير من محبي البدر، داعيًا إلى مشاهدة مشاهدته والاستمتاع بكل مشهد من مشاهده، حيث يوثق لحظات وقصص نادرة لصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز – رحمه الله -، يرويها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ومحبو البدر.
يذكر أن مؤسسة التراث الخيرية، مؤسسة وطنية أسسها ويرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز؛ تساهم في خدمة التراث الوطني السعودي، والتراث العربي والإسلامي منذ تأسيسها سنة 1417هـ، وتسعى إلى المحافظة على هذا التراث، وتأكيد أهميته، وقد حصلت على الجائزة العربية الكبرى للتراث التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وذلك عن دورها في التعريف بالتراث ونشره عبر مختلف وسائل الاتصال العصرية والمكتوبة سنة 2012م، كما نالت “التراث” جائزة الدكتور عبدالرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة 2017م، عن فئة الرواد من علماء الآثار السعوديين، وذلك لدورها المميز، وإسهاماتها في مجال تطوير مواقع الآثار وتأهيلها، ودورها التوعوي في مجال الآثار من خلال عدد من المعارض والأنشطة المختلفة. ولمزيد من المعلومات عن المؤسسة يمكنكم زيارة موقعها على الإنترنت من خلال الرابط https://al-turath.org.
