الدنيا لا تأمنها: حكمة الجدة شريفة ودروس الحياة

47
0

كتبه / أ.ليلى عسيري 

تتكرر أمامنا في هذه الحياة أمثلة لا حصر لها تثبت لنا كم أن الدنيا مليئة بالتقلبات والمفاجآت لا يمكن التنبؤ بما تخبئه لنا الأيام ولا ندري متى تتغير الأقدار في لحظات من التأمل والاسترجاع نسترجع كلمات الجدة شريفة التي كانت تقول دومًا الدنيا لا تأمنها هذه العبارة تحمل في طياتها معاني كثيرة تعكس تجارب حياة طويلة عاشت فيها أفراحًا وأحزانًا ومرت بتقلبات ومواقف تعمقت في ذاكرتها لتشكل دروسًا نتعلم منها

الجدة شريفة ليست مجرد شخصية مسنّة نتعلم منها قصص الزمن القديم بل هي رمز للحكمة المستمدة من تجربة الحياة فكلماتها تعبر عن إدراك عميق لحقيقة الدنيا وتقلباتها، وتجسد الوعي بأن الاستقرار والراحة ليست دائمة من تجربتها، تعلمت أن الأفراح تأتي وتذهب وأن الشدائد والابتلاءات جزء من مسيرة الحياة التي لا تتوقف
كلماتها تجعلنا ندرك أن الأمور ليست كما تبدو دائمًا قد نمر بلحظات من الفرح والنجاح لكن لا يمكننا التنبؤ بما قد يحدث في اللحظة التالية فالدنيا كما تصفها الجدة شريفة لا تعطي أمانًا مطلقًا ولا تسمح لأحد بالركون إلى راحة دائمة
وهذه الحكمة تدفعنا للتأمل في معنى تقلبات الحياة فالتقلبات ليست مجرد اختبار بل هي جزء من نضوجنا الروحي والعاطفي كل تجربة تمر بنا سواء كانت محنة أو نعمة تصقل شخصياتنا وتزيدنا قوة وصلابة قد نواجه فقدان أشخاص نحبهم أو نصادف مواقف تجعلنا نشعر بالضياع ولكن في كل مرة ننهض أقوى كما أن كلمات الجدة شريفة تعلمنا أن الاستعداد للمجهول وقبول التغيرات هو أساس التكيف مع صعوبات الحياة
حينما نقول إن الدنيا لا تأمنها فهذا لا يعني أن نعيش في خوف دائم من المستقبل أو أن نتوقف عن السعي وراء أحلامنا بل إنها دعوة لنتعلم التوازن بين التوكل على الله والحذر من الغفلة التوكل على الله يمدنا بالأمل في أن كل ما يحدث هو بتقدير منه وأن المحن لا تأتي إلا ومعها أسباب القوة والصبر وفي نفس الوقت علينا أن نبقى حذرين من التقلبات وأن نكون على استعداد للتعامل مع المفاجآت
إن كلمات الجدة شريفة هي دعوة للتفكر في الحياة بقلب مفتوح وعقل يقظ فهي تحثنا على عدم الركون للمظاهر الخارجية للأمور وأن نكون دائمًا مستعدين لتقلبات الزمن فالدنيا لا تبقى على حال والأيام تتغير ولكن ما يبقى هو قدرتنا على التكيف صمودنا وإيماننا بأن كل ما يحدث في حياتنا هو جزء من خطة أكبر

ختامًا تظل عبارة “الدنيا لا تأمنها” واحدة من تلك الحكم التي تسكن في ذاكرتنا وتبقى معنا عبر الزمن كلمات بسيطة ولكنها تحمل من المعاني ما يفوق الكثير من الدروس النظرية ليتنا نستلهم من هذه الحكمة قوة في مواجهة تحديات الحياة وتفاؤلًا بأننا قادرون على النهوض مهما كانت الصعوبات

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك !
الرجاء إدخال اسمك هنا