الرئيسية مقالات عبدالرحمن مجرشي يكتب:(جراح لا تبرأ)..!!؟!!

عبدالرحمن مجرشي يكتب:(جراح لا تبرأ)..!!؟!!

55
0

 

بقلم الكاتب عبدالرحمن مجرشي

إن الله عز وجل فضلنا على سائر المخلوقات وأنعم علينا بنعمة العقل والذي نميز به محامد الأخلاق ومساوئها وحسن التعامل مع الذات ومع الآخرين في المجتمع .

في هذا المقال سنستعرض هل يمكن لنا أن نستعمل عقولنا في إدارة علاقاتنا وتصرفاتنا مع الآخرين خصوصاً عند مخاطبة بعضنا ؟

أن ما نتكلم عنه ليست الجروح السائدة بين الناس والتي تضمد بالمراهم والأدوية والعقاقير ، إن أعظم جرح قد يفتك بالآخرين هو حدة اللسان واطلاق العبارات المؤذية والتي تنطلق كالسهام من الألسن دون مراعاة للمشاعر أو إحساس بالمسؤولية .

البعض يرى أن هذه عادة لا يمكنه تغييرها بحجة ( انا والله طبعي كذا لا أجامل ) أو ( والله انا ماعلي من أحد اللي في قلبي على لساني ) أو ( الصراحة راحة ) غير مدرك أن في صراحته جرح لا يبرأ وغير مدرك أن الذي في قلبه واطلقه من لسانه هو سهم ملتهب يخترق مشاعر الآخرين .

البعض الآخر يرى أن هذا الفعل طبيعي جداً
وهذا النوع من الافراد لا تجد فيهم من يتحمل إذا تمت معاملته بهذا الأسلوب بل تجده يتهرب ولا يكاد أن يواجه وهذا دليل على أن مايقوم به تجاه الغير ينافي القيم والمباديء في العلاقات سواء من الاتجاه الديني أو المجتمعي .

إن الكلمات الجارحة التي تخرج من إلسنة البعض هي هدم للعلاقات وبناء للعوائق التي تعيق المصالح المتبادلة وتفتك بالمشاعر ، ولها من السلبيات الكثير كانعدام الثقة والمشاحانات التي من شأنها فشل الصداقات وسوء التعامل وتجد الناس يفضلون عدم الاحتكاك بهذه الفئة ويحاولون تجنبهم قدر المستطاع .

ومن هذا المنطلق فلنستعمل ما وهبه الله لنا من نعمة العقل ونحفظ السنتنا عن الناس ولنحرص على مشاعر الآخرين كما هو حرصنا على أن لا تؤذى مشاعرنا وقبل أن نطلق الكلمات الجارحة يجب علينا أن نتخيل ماذا لو قيلت لنا وماهي نتائج تصرفات الآخرين ولنتذكر قول نبينا “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا