بقلم الدكتور حمدان حميد الفضلي
قال تعالى (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)
أسبغ الله عليك النعمة أفاضها عليك وأتمها وهذا من فضل الله عليك أخي الكريم
قال الإمام ابن القيم: النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد. ونعمة منتظرة يرجوها. ونعمة هو فيها لا يشعر بها.
أعظم ما يعينك أخي الكريم على استشعار النعم كثرة التأمل فيها والنظر في حال من هم أقل حالا منك، ففي الحديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم
فلابد أخي الكريم أن تشكر الله على هذه النعم ومن الشكر له الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير. ومن الشكر أيضا أخي الكريم الثناء باللسان وتكرار النطق بنعم الله والتحدث بها، والثناء على الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فلا شك أخي الكريم أن الذنوب من الأسباب المباشرة لنزول المصائب وحلول النقم وزوال النعم، فما من مصيبة تنزل بالعبد إلا بما جنت يداه، كما قال تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
من اعظم الارزاق واجل النعم أخي الكريم دعوة رفعت لك باسمك دون علمك في ظهر الغيب. لا انت طلبتها ولا تعلمها. هناك من يدعو لك وانت لا تعلم
فما أعظم أن تجد من يدعو لك بظهر الغيب وأنت لاتعلم عنه بسبب صنيعك له او عملت له خيراً او ساعدته في طلبه او سعيت له بأمر من أمور الدنيا فكن ساعياً بالخير مهما يكن فأنت في هذه الدنيا عابر سبيل فاجتهد واعمل الخير لجميع الناس بلا إستثناء
نسأل الله لنا ولكم التوفيق