بقلم – عبدالرحمن مجرشي
في الوقت الذي نعتقد أن الخير لم يعد له مكان في عالم مليء بالمشاحنات والصراعات وشح العطاء والبذل ، تأتي هذه الفئة لتكسر هذا التصور وتهدم كل الحواجز التي تسبب النزاعات !! انهم الأوفياء .
إن التسامح عن زلات الأخرين واخطائهم ليست دلالة على الضعف وعدم القدرة على الرد بل هي قمة الشجاعة خصوصاً عند القدرة على الانتقام ورد المكيال اضعافًا خاصًة أن الخائنين هم الأضعف دائمًا وأبدًا .
ورغم المتغيرات والتحديات التي نواجهها في عالمنا إلا أن الأوفياء يبقون ثابتون ليعكسوا معنى الإخلاص والولاء والتسامح بل هم هدية الحياة الذين وهبهم الله لنا لبناء أسس العلاقات النبيلة والمستدامة .
ان ديننا الحنيف قد حثنا على الوفاء وعدم الخيانة والتسامح في مواضع كثيرة في القرآن الكريم وأحاديث شريفة لا تكاد تحصى بالإضافة إلى قيمنا وعاداتنا التي هي في الأصل قائمة على الوفاء فيما بيننا .
لعل البعض لا يجد للتسامح والغفران مكانًا في دائرة حياته وهذا بحد ذاته مشكلة قائمة على الفرد نفسه وعلى المجتمع بصفة عامة .
إن الأوفياء لا مكان عندهم للتعالي وهم أولئك الذين نرى فيهم القادة والمؤثرين والملهمين والعلماء بل هم أولئك الناجحون عامة .
وعلى الصعيد ذاته فإنه يجب أن نؤصل هذه السمات النبيلة في أبنائنا ونرسخ هذه القيم السامية ونجعلها ضمن أولويات تربيتنا ، فالفرد الذي يُزرع فيه التسامح والغفران يسهل عليه بناء العلاقات الطيبة مع المجتمع وكسب الود والمحبة والثقة لدى الآخرين .