بقلم اللواء الركن مهندس الدكتور الأمير بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
ثمَّة شرذمة امتلأت نفوسها بالغل والحقد والحسد حتى فاضت، تعيش غارقة في وحل الجهل والتخلف. ولهذا أزعجها نجاح الآخرين، فأصبح كل همهما وضع العصا في عجلة قافلة خيرنا القاصدة.. كان أولئك الحمقى يعيروننا سابقاً بالصحراء والبعير والشاة. واليوم، بعد أن بلغنا شأواً عظيماً في التنمية والتطوير، وأخذنا حظنا من العلوم والتقنية، وبدأنا نستعد حتى لمنافسة (العالم الأول) في غزو الفضاء؛ في حين ما زال الخونة العملاء الأنذال يكافحون صباح مساء للحصول على كسرة خبز تسكت جوعهم في بلدانهم التي أغرقوها وأمثالهم من بقية الحثالات في وحل أعداء البشرية الثلاثة دفعة واحدة: الجهل، الفقر والمرض؛ نتيجة حقدهم وانشغالهم بغيرهم بدل التركيز على ما يهمهم من أمورهم، بل تآمروا حتى على بني جلدتهم وأقرب الناس إليهم من أب وأم، فكانوا سبباً في القتل والفتك وهتك الأعراض والنزوح والتشريد.
ولأولئك أقول: صحيح، كنا أهل صحراء وبعير وشاة، وأبشركم أيها المأجورين الفاشلين: ما زلنا، وسنظل، بل نعتز بهذا ونفتخر. وأزيدكم من الشعر بيتاً: كان الحلاقون في سوق الزَّل بالرياض، في بداية عهد تأسيس بلادنا على يد الملك عبد العزيز آل سعود ورجاله الأوفياء من الرواد الأوائل، بمثابة أطباء أسنان، يخلعون السن المتآكل بالزردية، كما كانوا جراحين أيضاً، يفتحون الجروح الملتهبة بالموس والسكين. لكن ما لم تكونوا تعرفونه أيها الحاقدين الحاسدين أصحاب القلوب المسمومة: اليوم وفرت مستشفياتنا التخصصية أغلى علاج في العالم، ثمن الحقنة الواحدة منه ثمانية ملايين ريال لمواطنة، أي بمبلغ يشكل نسبة معتبرة من ميزانية دولكم التي نخرتموها بفعل عمالتكم وجشعكم ونذالتكم، فتآكلت كما يتآكل الخشب بفعل السوس.
وعلى كل حال، لن أذهب بعيداً في تفاصيل مستوى الرعاية (سبعة نجوم) التي وفرتها لنا دولتنا أعزَّها الله، التي تجهلونها قطعاً. أو قل إنكم تدركونها، لكنكم تتجاهلونها نتيجة الحقد الذي أعمى قلوبكم؛ غير أنه كان حرياً بكم ، بدل إلصاق التهم جزافاً بدولة الرسالة والتوحيد التي غايتها الخير والأمن والأمان والسلام والاطمئنان والاستقرار للعالم كله، مثلما هو ديدنها من أجل شعبها.. أقول، كان حرياً بكم إظهار ما يشهد به العالم كله لأرض الحرمين الشريفين.
فأي دولة في العالم تستطيع، خاصة في هذا الوقت الحرج الذي يعاني فيه العالم من ركود اقتصادي غير مسبوق، استضافة أكثر من ثلاثة ملايين حاج كل عام، توفر لهم كل ما يلزمهم من مأوىً ومأكل ومشرب ونقل، ورعاية طبية وأمن وأمان، لاسيَّما أن تلك الخدمات الضرورية تكون مطلوبة أحياناً للجميع في اللحظة نفسها عندما تجتمع وفود الحجيج على صعيد عرفات مثلاً.
ثم أي دولة في العالم تستضيف اليوم أكثر من أربعة عشر مليون وافد، من مائة دولة في العالم، من كل قارات الدنيا، يشكلون أكثر من (40%) من سكانها الأصليين، ويساوي عددهم هذا سكان خمسة دول على الأقل مجتمعة؛ يتمتعون في السعودية بكل ما يتمتع به المواطن السعودي من رعاية واهتمام.
أجل، كان يجدر بكم أن تتحدثوا عن استضافة السعودية لكل من تقطعت بهم السبل من حاج ومعتمر في فنادقها الراقية، بسبب إشعال أمثالكم لهيب الحروب في بلدانهم.. كان حرياً بكم يا هؤلاء الحديث عن دعم السعودية لأولئك المغلوبين على أمرهم، وحتى الذين شردتموهم أنتم نتيجة تلك الحروب العبثية، ومنحهم تأشيرات زيارة ميسرة لمدة عام كامل، ريثما ينجلي غبار عبثكم ببلدانهم. بل أكثر من هذا: سمحت لأبنائهم وبناتهم بمواصلة تعليمهم في مدارسها الحكومية أسوة بالطلاب السعوديين كتفاً بكتف. كما سمحت لبعضهم بالعمل لكسب قوتهم. أجل، كان أجدر بكم أن تتحدثوا عن اسقاط السعودية رسوم الإقامة ورسوم المقابل المالي عن المقيمين وعائلاتهم من إخوتنا المنكوبين بسببكم أنتم وأمثالكم من العملاء الذين حولوا بلدانهم إلى خراب.
أجل، كان حرياً بأولئك المغفلين إظهار الحقيقة، بدلاً من التلفيق وإلصاق التهم جزافاً.. ليتحدثوا مثلاً عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وعن خيلنا التي تتجه مع بزوغ كل فجر جديد تحمل الخير للمحتاجين وإغاثة المنكوبين هنا وهنالك في العالم كله دونما تفرقة بسبب عقيدة، عرق، جنس أو لون.
أجل، كان حرياً بكم أيها العملاء المأجورين، أن تتحدثوا عن أكثر من أربعين جامعة سعودية، بينها ثلاثين جامعة حكومية، تقدم التعليم مجاناً لأبنائها، وأكثر من عشرين معهداً عالياً في مختلف التخصصات، مقارنة بعشرة كُتَّاب في بداية عهد تأسيس دولتنا الفتية، التي كانت دولة صحراء وبعير وشاة حسب وصفكم، الذي كنتم تتهكمون به علينا وتسخرون به منّا؛ مقابل التسرب الدراسي المخزي في بلدانكم بسببكم أنتم، الذي يفرخ في النهاية إرهابيين، مرتزقة وعملاء مأجورين على شاكلتكم، يقتاتون من الكذب والدجل والعمالة النتنة على أوطانهم، والافتراء على الناجحين أمثالنا.
أجل، كان يجدر بكم أن تتحدثوا عن أكبر شركة نفط في العالم، وأكبر دولة لديها احتياطي من النفط في العالم، كما تمتلك أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.. كان حرياً بكم يا أصحاب القلوب المسمومة الحديث عن نجاح السعودية وتحقيقها ميزانية مدهشة للعام المالي (1446- 1447) (2025) بإيرادات قدرت بمبلغ ألف ومائة وأربعة وثمانين مليار ريال؛ مقابل أربعة عشر مليون ريال فقط كأول ميزانية في تاريخها.
كان يجدر بكم يا هؤلاء الإشادة بنجاح السعودية وتحقيقها اليوم ميزانية تساوي ميزانية عشر دول لعشر سنوات من دولكم التي أشعلتم فيها الحروب، وعطلتم التنمية على تواضعها، بل دمرتم حتى ما كان قائماً من بنية تحتية متواضعة، وجعلتم ثرواتها نهباً لمشغليكم مقابل ملء بطونكم.
ثم أنني أتساءل : أيام كنا نحن دولة صحراء وبعير وشاة، وكنتم أنتم مترفين، إذ كانت لكم جنات عن يمين وشمال، مليئة برزق الله من البرتقال حتى العنب والتفاح.. هل قدمتم شيئاً من ثمارها اليانعة دعماً للسعودية، غير السخرية من صحرائنا وبعيرنا وشاتنا؟!.
فلماذا تصرون اليوم على جعلنا شماعة لفشلكم بسبب غبائكم؟! مع أن ما في بلدانكم من خير وثروات كان أضعافاً مضاعفة مقارنة بما لدى السعودية، بل حتى اليوم بلدانكم حبلى بالثروات من الخير كله، في باطن أرضها وظاهرها؛ لكنها عقولكم المتخلفة وأرواحكم الضريرة التي لا ترى وإن أبصرتم، وبطونكم الشرهة التي لا تشبع إلا من الحرام. ولهذا كنتم وبالاً على شعوبكم. فويل لكم، وتباً لكم يا هؤلاء.
وخلاصة القول: قائمة نجاحاتنا تطول مقابل إخفاقاتكم أيها العملاء الخونة الفاشلين. واطمئنوا: لن تفسدوا حياتنا مهما كشرتم عن أنيابكم المسمومة. وستمضي قافلة خيرنا القاصدة في طريقها إلى الأبد إن شاء الله، رغم أنفكم، تحقق مع فجر كل يوم جديد مزيداً من العمل والإنجاز والإبداع.. والوعد: الميدان يا حميدان.
سلمت الأنامل أيها الأمير ، وبُورك قلمك ، كلماتك كالشوك في نحورهم ، حفظ الله لنا وطننا ومقدراته وكفانا الله شر كل ذي شر 👏