حقائق الاخبار
بندر ال زايد
١٩ سبتمبر ٢٠٢٤
فشل الكثير من الصحف الإلكترونية في المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل منها نقص الدعم المادي والدخول في منافسة غير متكافئة مع وسائل الإعلام التقليدية وشركات الصحافة الورقية التي لا تزال تحتل مكانة قوية في الساحة الإعلامية والتي تعمل ليل نهار على مواكبة التحول وترسيخ مكانتها في الصحافة الإلكترونية بالإضافة إلى تحدي جذب القراء والإعلانات وتحدي المصداقية وكسب ثقة الجمهور الذي تعاني منه أغلب الصحف الإلكترونية بسبب وجود العديد من المواقع الإخبارية الزائفة والمضللة.
يجب أن نؤكد على صعوبة بناء اسم قوي وموثوق به في عالم الصحافة الإلكترونية في ظل اتاحة انشاء المحتوى للجميع والتي مكنت الأفراد المستقلين والمستخدمين العاديين من انشاء ونشر المحتوى عبر منصات الويب ومنصات التواصل الاجتماعي وقدرتهم على نشر الأخبار والآراء والتعليقات بشكل مباشر وسريع مما تسبب في إحداث ما يمكن تسميته فوضى النشر .
هنا لا بد أن نشير إلى أهمية ما قامت به وزارة الاعلام في ظل رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ من سن تشريعات تنظيمية ملائمة وتوفير بيئة داعمة وتسهيل إجراءات الفسح وإصدار الشهادات والتصاريح للصحف الإلكترونية والصحفيين، بهدف تنظيم الإعلام .
من وجهة نظر شخصية إذا ما أردنا أن نبني اسماً لامعاً في مجال الصحافة الإلكترونية فإن الإبتكار والتكنولوجيا الحديثة هي فرس الرهان وهي تتمثل في عدة عوامل أهمها تجربة المستخدم وذلك من خلال تصميم واجهة للصحيفة الإلكترونية تتميز بالمرونة وسهولة التصفح وإمكانية البحث والتنقل بشكل ممتع وجذّاب .
أيضاً الإبتكار الصحفي والتجديد في طرق تقديم الأخبار والمعلومات والعمل على تطوير تقنيات التفاعل مثل الفيديوهات المباشرة والتقارير التفاعلية .
كذلك ابتكار نموذج عمل غير مسبوق يعزيز من دخل الصحيفة الإلكترونية من خلال تفعيل خدمات العضوية وتوفير المحتوى المدفوع عبر نموذج الإشتراك والتفاعل والتواصل مع القراء وتشجيعهم على المشاركة والتعليق والتواجد القوي على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوصول وتوسيع الجمهور
أخيراً التركيز على الجودة العالية والقيمة المضافة في المحتوى والتحليل والتوثيق وإنتقاء المقالات المتميزة وتنويع المحتوى لجذب فئات القراء وتلبية متطلباتهم .
ختاماً بناء نموذج صحيفة إلكترونية ناجح وفريد من نوعه يتطلب ابتكار تكنولوجيا تحسّن من تجربة المستخدم وتجعله يعيش في اجواء تفاعلية ممتعة تمكنه من الإطلاع على محتوى مبتكر جذّاب ذو جودة عالية وقيمة مضافة يستطيع التفاعل معه وإبداء رأيه ويكون التواصل معه والرد عليه بسرعة وبشكل مباشر .
