بقلم اللواء الركن مهندس الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
عندما أعلن ولي عهدنا القوي بالله الأمين، أخي العزيز الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء عن رؤيتنا (2030) الطموحة الذكية، التي أقرها ولي أمرنا، قائد مسيرتنا الظافرة إلى الخير والنجاح والفلاح، خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عام 2016؛ ارتفع كالعادة صوت نعيق المخذلين الحاقدين الحاسدين، بين متهكم، وبين ساخر، وبين مراهن على عجزنا وفشلنا، واصفاً طموحنا المشروع بأضغاث أحلام.
ولأننا أُمَّة عمل، لا شعب شعارات جوفاء ونفاق مثلهم، وأصحاب طموح يناطح عنان السماء، وعزيمة ثابتة راسخة، ثبات طويق، كما يؤكد ولي عهدنا دوماً معتزاً مفتخراً بشعبه؛ وقبل هذا وذاك كله، لأن الله عزَّ و جلَّ قيض لنا في هذه البلاد الطاهرة الطيبة المباركة، قيادة رشيدة حصيفة ذكية، مخلصة وفية صادقة.. أقول، لأننا أُمَّة مسؤولة، شرعنا في العمل مع قادتنا الكرام البررة منذ اليوم الأول للإعلان عن رؤيتنا، بل منذ الساعة الأولى، عملاً بتوجيهاتهم الكريمة السديدة، يداً بيد، وكتفاً بكتف.
وهكذا بدأت برامج رؤيتنا تتحول من الورق إلى أرض الواقع: عملاً وإنجازاً وإبداعاً مدهشاً، في تناغم وانسجام تامين؛ وكل خطوة تؤسس للتي تليها بوضع أساس راسخ متين.. وهكذا أيضاً توالت الإنجازات في كل المجالات، وآتت كثير من برامج رؤيتنا أُكُلها ثماراً يانعة شهية حتى قبل أوانها.
ففي جلسته برئاسة أخي العزيز الغالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، ولي العهد القوي بالله الأمين، التي تم عقدها يوم الثلاثاء، الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى 1446، الموافق للسادس والعشرين من شهر نوفمبر 2024.. أقول، في جلسته تلك التي خصصها مجلس الوزراء الموقر للإعلان عن إصدار ميزانية العام القادم 1446 – 1447 (2025) تفضل الله المنعم الوهاب علينا، فتدفق الخير غزيراً مدراراً، فكان في ما جاء في تلك الجلسة، لطمة قوية، وضربة قاضية لأولئك المرتزقة المأجورين، الذين لا يجيدون شيئاً غير النعيق، محاولين دوماً بائسين يائسين، تعطيل قافلة خيرنا القاصدة.
وعليه، سوف أشير هنا فقط إلى نقاط عجلى، وأبرز ما جاء في ميزانية العمل والإنجاز والإبداع تلك ليخرس أولئك الجهلاء ويخسأوا، فيدركوا أن رهانهم كان خاسراً، مثلهم تماماً؛ وإن كنت على يقين تام، أنهم هم أنفسهم، كانوا يدركون جيداً في قرارة أنفسهم كذب ادعاءاتهم وخسارة رهانهم، لكنها العمالة والنذالة التي لا يهمها غير الدرهم والدينار، حتى إن كان الثمن ذهاب أوطان وإبادة شعوب، كما فعلوا هم بشعوبهم من حولنا.
أقول، سأكتفي فقط في ما يلي بإشارة سريعة لبعض نقاط مهمة مما أكدته الميزانية من نجاح منقطع النظير.
● كما هو معلوم، تم الإعلان عن تقدير الإيرادات العامة للدولة، بمبلغ ألف ومائة وأربعة وثمانين مليار ريال.. أتدرون يا هؤلاء كم يساوي هذا من ميزانية بلدانكم، لكم سنة قادمة؟!.
في ما تم اعتماد المصروفات العامة للدولة بمبلغ ألف ومائتين وخمسة وثمانين مليار ريال. وتم تقدير العجز بمبلغ مائة وواحد مليار.
وعليه نجد:
● تضاعفت ميزانية العام القادم (85) ألف مرة، مقارنة بأول ميزانية رسمية معروفة للدولة السعودية تم إقرارها عام 1352، إثر قرار المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، تأسيس وزارة المالية، وتعيين ابن سليمان وزيراً لها.
وبالعودة إلى الإنجازات التي تحققت في ظل الرؤية منذ إقرارها عام 2016، نلاحظ:
● تضاعفت ميزانية العام القادم (224) ضعفاً، مقارنة بميزانية 2016، التي كانت (528) مليار ريال.
● انخفاض العجز في ميزانية العام القادم إلى (8,5%) مقارنة بعجز ميزانية 2016، الذي بلغ (56%).
● تقليص العجز في ميزانية العام القادم بنسبة (84%) مقارنة بعجز ميزانية 2016.
● ارتفاع نسبة الإيرادات غير النفطية إلى (154%) مقارنة بما كان عليه الحال عام 2016.
● ارتفاع نسبة العاملين السعوديين في القطاع الخاص إلى (23%) في المدة بين 2016 – 2024.
● ارتفاع نسبة اسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي إلى (24%) مقابل (28%) لمساهمة النفط، تأكيداً لتلك القفزة العالية في حجم إيراداتنا غير النفطية.
● ارتفاع نسبة الانفاق على المشروعات النوعية الإستراتيجية، التي تسهم في تحقيق الرؤية إلى (38%).
● حققت السياحة نقلة نوعية مذهلة، إذ تربعت على المركز الثاني بعد النفط، من حيث قوة التأثير على ميزان المدفوعات، محققة عائداً بلغ (48) مليار.
● ارتفاع معدل زيادة الانفاق عن العام الماضي بنسبة (2,7%).
● حلت السعودية في المرتبة الثانية بين مجموعة العشرين من حيث الدول الأقل دَيْنَاً، مقارنة بالناتج المحلي.
● رفعت وكالة موديز تصنيفنا الائتماني إلى (Aa3) كما ذكرت في مقال سابق.
● وأزيدكم يا هؤلاء من الشعر بيتاً: في اليوم التالي مباشرة للإعلان عن ميزانية العام القادم، افتتح ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مشروع مترو الرياض، الذي يعد أكبر مشروع في العالم يتم إنجازه في وقت واحد، وهو أيضاً أحد أهم ثمار رؤيتنا الطموحة الذكية.
وعليه، نجد أنه رداً عليكم وعلى تهكمكم وسخريتكم وصراخكم الذي يعبر عن غلِّكم وحسدكم وحقدكم وقلة حيلتكم، لأنكم فوضويون كسالي انهزاميون، تعيشون من السمسرة والارتزاق، أقول، نجد أنه رداً عليكم، أن حرص قادتنا وجهدهم وإخلاصهم ووفاءهم، قد حقق مع جهد شعبنا والتفافه حول قيادته الكريمة، إنجاز كثير من مشروعات رؤيتنا، التي أوجز أهم مرتكزاتها في:
● ازدهار اقتصادنا.
● رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.
● رفع ترتيب بلادنا في مؤشر التنافسية العالمية.
● تعزيز قيمة العائدات النفطية غير الحكومية.
فكانت ثمرة هذا العمل الجاد الدءوب، تحقيق إستراتيجيات مهمة في اقتصادنا، استجابة لبرامج رؤيتنا، ويشمل ذلك بإيجاز شديد:
● تغيير هيكلي مهم، عزَّز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.
● تعزيز اقتصادنا غير النفطي إلى مستوىً رائع، بحيث بلغنا مرحلة الأمان ضد تأثير تقلبات أسواق النفط على تنميتنا.
● تحسين مستوى التخطيط المالي.
● تحسين مستوى كفاءة الإنفاق.
● تحسين موقف المالية العامة.
● استمرار الانفاق على المشروعات التي لها تأثير مباشر على جودة حياة المواطن والمقيم.
● السيطرة على مستوى التضخم.
● وبالجملة: تأكيد قدرة اقتصادنا وكفاءته لمواجهة التحديات العالمية اليوم، التي لم تعد أمراً سهلاً في ظل عالم مضطرب.
إذاً هكذا كان ردنا على غوغائيتكم أيها الحاقدون العملاء الخائنون لبلدانكم ولأمتكم: عمل في صمت، إنجاز واضح وإبداع مدهش.
والحقيقة أود قبل الختام أن أشيد هنا بأداء الأخ محمد الجدعان وزير المالية، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الإعلان عن الميزانية كعادته دوماً، الذي أكد تمكنه في عمله وغزارة معلوماته وسعة صدره وحضور بديهته وأدبه الجم. كما أود الإشارة إلى تصرف ربما لم ينتبه له أحد، لكنه على كل حال، يؤكد حصافة القيادة الرشيدة في اختيار الكفاءات ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. فقبيل انتهاء المؤتمر، وعندما منح الأخ الوزير محمد الجدعان الفرصة الأخيرة لسائل أخير، فاتجه السائل إلى المنصة من الصفوف الخلفية، وكان الأمر يتطلب بضعة ثوانٍ فقط لكي يصل السائل، استطرد الجدعان قائلاً: (ما دام الأخ يمشي، سأعقب على تساؤل أحد الإخوة في ما يتعلق بالتضخم… إلخ).
الشاهد في الموضوع، حرص هذا الرجل على استغلال بضعة ثوانٍ معدودات؛ الأمر الذي يؤكد إدراك معاليه العميق لمفهوم الوقت وأهميته؛ فالوقت يعد أحد أهم إيرادات أي ميزانية في تقديري المتواضع.. وهكذا تأكد لنا جلياً أن الرجل الذي يحرص على استثمار بضعة ثوانٍ معدودات، لا بد أن يحرص على تحقيق أقصى فائدة اقتصادية من كل ثانية عمل.
وبالطبع إضافة إلى لفتته البارعة في توجيه الشكر والتقدير لكل العاملين في الدولة، الذين إسهموا بقوة وثبات في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، بل امتد شكره حتى للمواطن، الذي هو المستفيد الأول من كل هذا الجهد والعمل الهائل والتعب. فبمثل الأخ الوزير محمد الجدعان وزملائه الكرام، تستمر قافلتنا دوماً في سيرها إلى الأمام، في ما يظل أولئك المخذلين العملاء الخائنين متخلفين في مقاعدهم الخلفية ينعقون.
فالحمد لله المنعم الوهاب، الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لسلطانه والحمد لله الذي ذلَّ كل شيء لعزته، على ما أفاء علينا من خير وفير.. فبالشكر تدوم النعم.