بقلم الأستاذ عبدالرحمن بن يحيى مجرشي
يتجسّدون في الزهو والتفاخر، يتنقلون بين الناس بوسام التعالي ، يطاردون الأضواء ، عازمين على إظهار قوتهم وثرائهم، يجذبون الأنظار إليهم، يريدون أن يكونون محور الحديث في كل المناسبات. رغم يقينهم أن وراء هذا الظهور، تختبئ لديهم مشاعر من عدم الأمان والقلق. فهم يسعون إلى إثبات أنفسهم من خلال المال والمظهر، معتقدين أن ذلك سيمنحهم قيمة أكبر في أعين الآخرين.
في عالم تسيطر عليه الصور الجذابة، والمظاهر الكذابة ينسى المختالون أن القيم الحقيقية لا تُقاس بالمظاهر. يتجاهلون أن الاحترام والمحبة يأتيان من الأخلاق وصفاء القلوب، وليس من الثروات المادية.
كثيرًا ما يفتقرون إلى العمق، سطحيون في محادثاتهم ، وتركيزهم على ما لديهم وليس على من هم.
ويلهم : ففي الوقت الذي يعتقدون أنهم يجذبون الانتباه ويمنحون انفسهم شعورًا بالقوة، فهم أيضًا يبنون جدرانًا تفصلهم عن الآخرين. يتجنبهم الناس، لأنهم يشعرون بأنهم محاصرون في عالم من التفاخر والتباهي، حيث لا مكان للصدق أو الضعف. ومع مرور الوقت، يجدون أنفسهم في عزلة، رغم كل الأضواء التي تحيط بهم.
ويلهم : فهم ضحية مجتمع يقدّر المال ويفضله على القيم الإنسانية ، مساكين أولئك المختالين فانهم لا يدكون بأن المجتمع الواعي يراهم بعدسة التعاطف والرحمة ، لانهم يتصورون مالا يتصوره عامة الناس ، فياويلكم من عواقب الأمور وخواتيمها أيها المختالون .