بقلم الدكتوره سهير المهندي
أعياد الوطن في البحرين أكثر من مجرد احتفالات، هي مرآة تعكس جهوداً متواصلة وإنجازات تتنوع ما بين المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية والسياحية والدبلوماسية وغيرها، أعياد الوطن فرصة سانحة للتأمل في مسيرة الإنجازات، التي تشكلت بفضل رؤية قيادية حكيمة ووعي شعبي نابض بالحياة والتكاتف.
فحينما نلتف إلى المشهد السياسي نرى بأن البحرين تبرز كلاعب أساسي في المنطقة حيث تُظهر نضجها من خلال انعقاد منتدى “حوار المنامة” الذي يعكس مدى التزام القيادة الجليلة بتوفير منصة تجمع صناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضايا الأمن والاستقرار فهذا المنتدى الذي يعقد في الفترة من 6 إلى 8 من الشهر الجاري في دورته ال20 وفي أيام وطنية بهيجة ليس مجرد منتدى فقط وإنما هو رسالة واضحة مفادها أن البحرين تؤمن بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل القضايا الدولية المعقدة، حيث مع كل حوار دولي، ترسّخ البحرين مكانتها كدولة سلام، تعتمد على القوة الناعمة والدبلوماسية لبناء جسور التعاون مع العالم، فهذا الدور السياسي يعزز من صورة المملكة كوجهة للحوار البناء ويضعها في قلب النقاشات العالمية.
ويأتي المشهد الرياضي كمشهد آخر يعكس الرؤية الشاملة للقيادة والداعمة للرياضة لتكون وسيلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، فبطولة الرجل الحديدي التي أقيمت الأسبوع الماضي أصبحت علامة فارقة في الأجندة الرياضية كونها منصة تجمع رياضيين محترفين وهواة من جميع أنحاء العالم فكانت رسالة البحرين من هذا التنظيم في أيام وطنية أن المملكة قادرة على احتضان الفعاليات العالمية بأعلى معايير الاحترافية وأن البحرين دولة تنبض بالحيوية والانفتاح على الثقافات المختلفة مما يسهم في تعزيز مكانتها الدولية ويجعلها وجهة رياضية عالمية حيث الرياضة التي تعد وسيلة للتواصل الثقافي وتبادل القيم، ومنها يأتي الجانب السياحي لتكون هي الفرصة السانحة لحركة سياحية ثقافية وطنية نشطة وجاذبة تعمل على تشغيل كافة القطاعات: الاقتصادية والتجارية في المملكة وغيرها في أجواء احتفائية لتؤكد على حجم الوعي الحكومي الذي استطاع بقيادة صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء أن يعمل على ربط مختلف المجالات في حلقات قوية ومتسلسلة حيث يقف الجميع في صفوف مستعدة للتقدم مع الإيعاز لتحقيق رؤية مملكة البحرين 2030 وما هو قادم والمرتكزة على الابتكار والتنمية المستدامة والتي يشهد لها سواح المملكة بمختلف أنواعهم في هذه الأجواء الاحتفائية الوطنية هذه الأيام، حيث تحققت الرسالة المنشودة المؤكدة على الهوية الوطنية التي يفخر بها كل سائح جاء لحضور محفل من المحافل في المملكة.
كما تكشف لنا أعياد البحرين عن علاقة وطيدة بينها وبين الأشقاء دول مجلس التعاون والتكامل في الجهود من خلال التلاحم والوحدة الوطنية والترابط حيث نرى البحرين في الإمارات في احتفالاتها والعكس والبحرين في عمان والعكس في احتفالاتها ومثلهم البحرين وقطر والبحرين والكويت والبحرين والسعودية فنرى كل دولة تقوم اليوم بتسويق احتفالات بعضها عبر مختلف القنوات والذي يعزز بدورة الجانب السياحي فتكون هي المشاركة المشتركة والروح الوطنية والرؤية الحكيمة التي تهدف إلى تعزيز الهوية الخليجية الموحدة والتي تؤكد على أن جميع دول مجلس التعاون شركاء في التنمية لجعل المستقبل أكثر إشراقاً للجميع.
فأعياد البحرين لوحة متكاملة تمتزج فيها السياسة بالدبلوماسية، والتنمية بالابتكار، والتعاون الخليجي بالروح الوطنية، لتؤكد أن البحرين تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مليء بالفرص والإنجازات، كما أن أعياد الوطن مناسبة للتفكير في التحديات التي تم التغلب عليها، والفرص التي تنتظر البحرين لتواصل رحلتها نحو الريادة.