بقلم الدكتور فيصل معيض السميري ( الطموح )
في البداية يعد يوم 2024/12/8 يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الشقيق ، بعد التخلص من نظام حكم دام 54 عاماً من أصل 78 هي عمر سوريّا المستقلّة، وهذه فرصة لتقديم التهنئة للشعب السوري المغلوب على امره، الفرحة عمت اطياف الشعب السوري ترجمتها الاحتفالات بهذا الإنجاز وتسلمهم لدولتهم بعد ان دفعوا فاتورة كبيرة من القتلى والمصابين والمهجرين والمسجونين والمغتصبات ومعها الفقر والمرض والعقوبات الدوليه ، ويحق لهم هذه الاحتفالات اسل الله ان يديمها عليهم وعلى كافة الدول العربية والإسلامية والعالم اجمع .
النظام السوري البائد ترك بلدا مفككاً تتنازعه جماعات و فئات متعدده ،
١- سقطت حلب بيد هيئة تحرير الشام.
٢- دمشق دخلتها غرفة عمليات الجنوب
٣- قسط دمرت الخط الحدودي مع العراق .
٤- جيش سوري منهزم نفسيا ومعنويا نتيجة ما ذاقه من اهانات من الميليشيات الايرانيه ومليشيات حزب الله وتنمر الروس .
ذكرتني حالة دمشق صباح يوم 2024/12/8 في وجود المكونات السابقه بحالة برلين في أبريل من عام 1945 عندما دخلتها جيوش الحلفاء من الغرب والسوفيت من الشرق وادى ذلك إلى تقسيمها وإقامة جدار برلين ، كون كل جهة نظرت الى مصلحتها دون مصلحة الشعب الألماني .
المكونات الموجوده على الساحه السورية حاليا متعدده وكل مكون معه من يدعمه سواء من دول المنطقه او دول العالم الاخرى والأيام القادمه كفيله بكشف المصالح ، بعد الانتهاء من الاحتفالات ودحرجت آخر تماثيل بشار ووالده حافظ الكثيرة والمكلفة .
هناك عدة اسئلة تطرها نفسها :-
1- من سيحكم سوريا من هذه المكونات ؟
2- كيفية و طريقة الحكم ؟
3- هل هي انتقامية مصلحجية او وطنية تراعي حياة وكرامة المواطن السوري اياً كان مذاهبه وتوجه السياسي .
وطريقة الحكم في نظري قد تكون وفق الآتي :-
اولا :- نظرية الدم فوق العقل بمعنى الثار اولا والمحاسبه والانتقام وهذا النظريه ليس لها امد فمن يأخذ الثار اليوم يجب ان يدفعه غدا ، هذه النظرية هي المظلة لتواجد الميليشيات والخلايا النائمة والاستنجاد بالدول التي لا تريد لسوريا اي ازدهار في المستقبل وإنما التقسيم وسيطرة كل مكون على جزء من الأراضي السورية والتمترس فيه قتال الآخرين ، خاصة وان النظام السوري المعزول لديه خبره كبيرة في هذا المجال ، وكتاب جميس رأيت ( خط في الرمال ) قد يوضح ذلك ، وهذا حال كلا من السودان ، ليبيا، العراق ، اليمن كشاهد للعيان .
هذا النظرية بيئة حاضن للإرهاب بكافة أنواعه بيئة تستدعي احياءً داعش هذا من جهة ، ومن جهة أخرى بيئة لا استدعاء العقوبات الدوليه والرجوع في داومة الظلام مره اخرى . وعند ظهور الأرهاب والعقوبات الدولية والتقاتل بين الفصائل سيتم الترحم على نظام الأسد .
ثانيا :- نظرية العقل فوق الدم بمعني العقل يقول التسامح مع كل مكونات الشعب السوري حتى مع ضباط و أفراد الجيش السوري والأمن والمخابرات والعاملين بالسجون ومن وقف ايام الثورة مع النظام. ، هذا ليس وقت الثار والانتقام وإنما وقت بناء سوريا الجديده والشعب السوري شاطر في التجاره ويعرف الأرباح والخسائر جيد ، مع ان هناك من يجيد الاحتيال لكن ليس هذا وقت المحاسبه أبدا ، من هذه النظرية سوف تجني سوريا التنمية وتدفق رووس الأموال والمستثمرين .
في الختام …
١- يكفى الشعب السوري 14 عام من القتل والاغتصاب والدمار والتهجير واللجوء للبلدان الأخرى ، يكفى الشعب السوري ما عانى في سجون صيدنايا وغيره من السجون والتي أظهرت قسوة الشعب السوري على بعضه ، يكفى الشعب السوري إهانات الميليشيات الإيرانية ومن على شاكلتها ، يكفى الشعب السوري حالة الفقر والضجر التي يعاني منها .
٢- تعداد الشعب السوري 30 مليون و مكون من عدة طوائف ومذاهب وأقليات. لابد المساواة بينهم ، الشعب السوري ليس في حاجه إلى حكومه توصم جيشه السابق بالشبيحه والزعران هذه فترة وانتهت للابد. ، الشعب السوري في حاجه تضميد جراحه وأرحته من أصوات براميل البارود وهدير الطائرات المحمله باطنان القنابل والمتفجرات ، الشعب السوري في حاجه للافتتاح على العالم .
٣- احترام الجيش مطلوب ويحتاج الى اعادة الثقه ،وكذا احترام الاجهزه الامنية بل السماح لها بالاستمرار في اعملها تحت عين ونظر القياده الجديده وتعديل الأخطاء لن الامن هو أساس الحياه. مطلوب الاستفاده من إمكانية رجال المخابرات السابقين وعدم تركهم صيد ثمين لمن يحاول إيقاف التحول في سوريا .
٤- مطلوب استمرار الإعلاميين السوريين واهل الفن هولاء جزء من القوة الناعمه ولكن بصوره جديده ، وعدم إقصاء من كان يمجد النظام السابق هذا قدره ولكنه في النهاية سوري وله حقوق وعليك واجبات .
واخيراً…. اذكر بعض معايير القيادة الحكيمة اهمها الاهتمام برفاهية شعبها وتطوير قدراته والمحافظه على أراضي وإقليم دولتها من التقسيم واعتداء الآخرين ، والابتعاد عن الدخول في أزمات مع محيطها ومع دول العالم الأخرى وكذا مع المنظمات الدوليه ، وتنفيذ وعودها وبخاصة الاستحقاقات السياسيه مثل الحكومة الانتقالية الى اول شهر مارس 2025 وكتابه الدستور وتفعيل المؤسسات الدستورية ، هذه المعايير وغيرها ركائز نظرية العقل فوق الدم. وهنا سوف تولد سوريا من جديد التي يتمناها الجميع ،،،،،، والسلام ،،،،،،
الرياض مساء الجمعه
الموافق 2024/12/12