الرئيسية السعودية العظمى 🇸🇦 ليلى عسيري تكتب:(وإن شكرتم لأزيدنكم)…!!؟!!

ليلى عسيري تكتب:(وإن شكرتم لأزيدنكم)…!!؟!!

88
0

بقلم الكاتبة ليلى عسيري 

لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية تعيش مرحلة تحول نوعي في مختلف المجالات، حيث تتسارع الخطى لتحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة المواطن. وفي ظل هذه النهضة، لا يمكن إنكار حجم الجهود المبذولة لإنجاز المشاريع التنموية الكبرى التي تمس مختلف جوانب حياتنا.

ومع ذلك، يبرز بيننا بعض الأشخاص الذين يختارون التركيز على الجوانب السلبية أو المناطق التي لم تصلها المشاريع بعد، متجاهلين الإنجازات العظيمة التي تم تحقيقها. هذا السلوك لا يعكس فقط قلة التقدير للجهود المبذولة، بل يساهم في تقليل روح الإيجابية والتفاؤل داخل المجتمع.

من الطبيعي أن تكون هناك مناطق تحتاج لمزيد من العمل والتطوير، فالتحديات موجودة دائمًا، ولكن يجب أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس. النقد البناء ضروري لتوجيه الجهود وتحسين الأداء، لكن من المهم أيضًا أن نقول كلمة “شكرًا” عندما نرى إنجازًا يحقق الفائدة للوطن والمواطنين.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (سورة إبراهيم: 7)، وهذه الآية تعكس قانونًا إلهيًا يرتبط بحياتنا اليومية. فالشكر والامتنان ليسا مجرد كلمات تقال، بل هما شعور يترجم إلى دعم وتحفيز لمن يعملون بإخلاص لتحقيق التقدم. عندما نشكر المسؤول أو الجهة المعنية على إنجاز معين، فإننا نعزز لديهم الدافع لبذل المزيد من الجهد والإبداع.

من المهم أن ندرك بأن التنمية عملية متواصلة لا تحدث في يوم وليلة. المشاريع الكبرى تحتاج إلى الوقت، التخطيط، والعمل الدؤوب لتتحقق، ومن غير العدل أن نتجاهل الإنجازات بحجة انتظار المزيد.

لذلك، دعونا ننتهج ثقافة الشكر والامتنان، لا فقط تجاه المشاريع الوطنية، بل في حياتنا اليومية. هذه الثقافة ليست فقط أخلاقية، بل هي وسيلة لتعزيز الإيجابية والمساهمة في بناء مجتمع متماسك ومتحفز.

في النهاية، الشكر لا يعني الاكتفاء بما تحقق، بل يعني الاعتراف بالجهود والاستمرار في المطالبة بالمزيد، ولكن بروح ملؤها التفاؤل والثناء. لأننا إذا شكرنا، ازددنا، وإذا انتقدنا بعقلانية، تطورنا.

وإن شكرتم لأزيدنكم هي رسالة للجميع: الوطن يتقدم بجهودنا المشتركة، فلنكن عونًا لا عبئًا، وشكرًا لا إنكارًا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا