الرئيسية مقالات الدكتور علي القحيص يكتب:(الإعلامي عندما يسرد الأزمات)…!!؟!!

الدكتور علي القحيص يكتب:(الإعلامي عندما يسرد الأزمات)…!!؟!!

12
0

بقلم الكاتب الدكتور علي القحيص 

كثير من الأحداث تفوتك أو لم تصغ إليها رغم أهميتها وتأثيرها وخطورتها، بسبب ضعف إمكانيات وأدوات المحاور أو المتحدث في قضية سياسية أو إعلامية أثناء الأزمة والمحنة التي تتعرض لها البلد من اضطرابات، وإنْ كان المتحدث يحمل صفة رسمية ومعلومات مهمة تتعطش لمعرفتها من خلال قربه من صناع القرار لذلك البلد.

لكن إذا كان الكلام مكرراً أو ممجوجاً والحديث بارد وتركيب كلمات معلبة ومملة، تنفر منه رغم أهمية الموضوع الساخن خاصة عندما يكون متعلقاً بأزمة كبرى. لذلك كثير من الدول تضع الرجل المناسب في المكان المناسب في الحرب والسلم، أو رجل المهمات الصعبة أثناء إدارة الأزمة، ليتداركها ويفند مزاعم الأخطار ويؤلب السلبيات ويشكك بتأثيرها، ويكون متخصص مثلاً (إعلامي حربي) ينتقي الجمل والمفردات المناسبة في وصف المعركة بدقة متناهية تناسب الحدث، ويعرف كيف ومتى يتحدث عن خصمه ويضعف معنوياته.

المقابلة التي أجراها الصحفي السوري حسين الشيخ مع الإعلامي مدير مكتب الرئيس السوري السابق، تجعل المرء يصمت بهدوء تام وتشتف أذنيك لحديثه المهم، وتستمتع بإمعان ودقة وهدوء للحوار الذي تحدث به الضيف بدقة عن الأيام الأخيرة للرئيس السابق قبيل رحلة مغادرة سوريا. تابعنا مقابلة «كامل صقر» بشغف كونه المسؤول الإعلامي بالقصر الجمهوري في دمشق، وذلك لأهمية الحدث الساخن وتداعياته، ويبدو أنه متحدث متمرس بالإشادة والنفي لتلك الحقبة، وهذا واجبه المناط به. صحيح أن مهمة الإعلامي والصحفي أن يقوم بخدمة بلده بالشيء المعقول والمقبول حسب موقعه، من دون التستر على الجريمة وإخفاء آثارها، وهذا واجب وزارات الإعلام في الدول، وربما في أي بلد تكون الوزارة المعقل الأخير في الدعم اللوجستي ورفع معنويات الجيش والشعب، وتعتبر آخر محطة وصوت للدفاع عن البلاد، وهذا يعتمد على المحتوى الإعلامي المؤثر وأهميته في شحذ الهمم ورفع المعنويات من خلال الإعلام، وكيف يؤثر في تأجيج الشارع من خلال الصوت والصورة والكلمة. في بعض الدول أثناء الحروب كانت تضع مكبرات الصوت على أسطح الدبابات من قبل التوجيه السياسي، تبث الأغاني الوطنية الحماسية والأناشيد والأهازيج لرفع معنويات الجيش في المعركة.

(كامل صقر) الذي تتفق أو تختلف معه في هذه المرحلة الحرجة كونه محسوباً على النظام السابق، إلا أنه استطاع أن يروج لنفسه، ويستدر عواطف المتلقي من طريقة أسلوبه في الإجابات، لأنه وصف الحالة وماخلفتها من تغير سريع دراماتيكي أدهش الجميع. أجاب «صقر» على كل الأسئلة حسب خبرته، رتب وقوع الأحداث كما حصلت كونه آخر شخص يغادر مبنى القصر الجمهوري وكانه مراسل متخصص في الميدان، كما أنه رصد مراحل العد التنازلي لنهاية النظام السوري السابق وسقوط «أحجار دومينو» منظومته، وتحدث عن كيفية انهيار الجيش. كامل صقر كان مدركاً حتمية السقوط، الذي برره بتعرض النظام لخديعة، وفقدانه كل الأوراق وخيوط اللعبة، بعد الانهيارات المتلاحقة وانسحاب الجيش أمام المسلحين الذين وجدوا الفرصة السانحة والتوقيت المناسب لهزيمة النظام، فهل يشرع قائد المرحلة الانتقالية، ويستطيع إسعاد السوريين بعد أن ترك النظام البلاد ورحل؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا