الرئيسية المجتمع عبدالله العطيش يكتب:(العقوق ..والعدالة المفقودة)…!!؟!!

عبدالله العطيش يكتب:(العقوق ..والعدالة المفقودة)…!!؟!!

176
0

بقلم الكاتب عبدالله العطيش

بين طيات الحياة ولدت صرخة طفل, جاء إلى الدنيا لم يجد والديه الأب قد توفاه الله وألتحقت والدته في عالم آخر حسب شريعتنا السمحة ؟
وكأن الله أراد له الحياة عاش منذ الصغر دون مأوى ينتظر شفقة هذا وينتظر الرحمة من الغير, سكن بين خيام تتساقط عليه المطر يختبئ بالرمال من شدة البرد فلا ملابس تكفيه الدفء ولا جدران تحميه من حرارة الشمس, ولكنه كان صابراً لا يقول إلا ” الحمد لله ” وذهب لأقربائه ينتظر شفقتهم اخوانه تركوه فلكل منهم حياته الشخصية وكأنه عالة عليهم, والغريب بالأمر أنه فقد أغلى ما يفقده الإنسان وهو آداميته وهويته فظل بتلك الظروف وصراعه مع الحياه, لم يكن هناك أي ورقة تثبت هويته, مات أباه وماتت القلوب بعده فلم يهتم أحداً لشأنه وكأن الدنيا قد وضعت أثقالها جميعاً على عاتقه.
وبعد مرور سنوات اشتد ساعده وتزوج من إمراة عاش تحت ولايتها دون رحمة منها, وأنجب البنين والبنات, ولكن كان دائماً يشعر بالغربة بين جدران البيت وغربة بين جدران وطنه, ولكنه أراد أن يعيش وقد رضي بما قسمه الله له, ولكن الجحود… نعم الجحود.. من أقرب الناس اليك من ابنائك وزوجك ماذا بعد هذا؟!!! قرر الابتعاد بعد أن قضى العمر بأكمله يسعى من أجل الأسرة, ولكن قد شاب وضعف ووهن جسده لم يستطيع الإهانة خاصة أنه لم يجد في أبنائه قوله تعالى ” ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما”
الحياة ليست عادلة, خاصة لشخص عاش في منفى وهو وسط عائلته, عاش غريب يشتهى الكلمة الطيبة ولا يجدها في ظل محاربته من أجلهم لم تجد الا القسوة, فكم من الصعب أن تتمنى أن تكون في باطن الأرض وأن الحياة لم تسجلك أبداً في حضورها.
السؤال هنا.. من الجاني الأب الذي كافح من أجل ابناؤه, وقدم لهم ما استطاع تقديمه أم الأبناء والزوجة الذين تركوه بعد ضعف جسده وذهاب صحته للغريب لينتظر صدقة الكلمة والعطف؟؟؟!! من الجاني عزيزي القارئ