بقلم الكاتب عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
من قال إن طرق الحياة مفروشة بالورود، من قال إن الدنيا ستعطيك وجهها الجميل دائماً دون تغيير،بل توقع بمرور الأوقات الصعبة التي ستدك حصونك وستفقدك توازنك لتسقط كل ذلك ضعه في الحسبان حتى لا تتفاجأ، فأقول:
لنّ يكون عمرك كله وروداً بل ستتناوب عليك الفصول الأربعة تلفحك بعض الصدمات،قد يهجرك الآخرين وتتذوق طعم الوحدة،وأيضاً قد تتلآشى بعض
أحلامك التي انتظرتها طويلاً، ولكن لأجل ثقتك بالله قويه بإذن الله تعالى حياتك ستزهر وتتجدد من جديد.
نعم هكذا الحياة، يظل الإنسان فيها مثل قلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل وهكذا حتى يفنى القلم فلا يبقى له إلا جميل ما كتب ويبقى الأثر.
ولنتفق جميعاً بأن الحياة لا تخلو من الصّعوباتِ التي نمرّ بها بشكلٍ مُتتابع في حياتنا اليومية، فإذا خَلت الحياةُ من الصعوبة لما استشعرنا بجمالها، فالحياةُ مليئةٌ بالصِعاب الاجتماعية والفرديّة وغيرها.
إذاً لا تيأس مهما حصل لك في هذه الحياة، ولا تغلق جميع الأبواب بوجهك لمجرد موقف أو حدث مر معك شعرت حينها بإنتهاء كل شيء جميل، فعليك أن تتيقّن أنّ الحياة كلها تجارب ولكل تجربة صعبة ومؤلمة فهي وجدت لهدف فتقبل كل ما يمر معك برحابة صدر وشكر لله، وإجعل نظرتك لكل ما حولك نظرة جميلة مليئة بتفاؤل وأمل،نعم لقد جعل الله سبحانه من سننه في خلقه أن الحياة لا تصفو من كدر، كما شاء سبحانه أن يبتلي المؤمنين بأنواع الابتلاءات والاختبارات
” لقد خلقنا الإنسان في كبد ففي هذه الحياة كل منا في الدنيا، يبحث حول نفسه والتي هي في الحقيقة كبد في كبد، منذ اللحظة الاولى للحياة الى أن تقوم الساعة ونحن في صراع مع الحياة.
طبيعة الحياة كدر، يصيب الناس فيها الآلام والمصائب والمشكلات والبلايا يوماً بعد يوم حتى إنه لا يكاد امرؤ أن تصفو له حياة في غير كدر.
وأخيراً:ما من أحدٍ في الحياة الدنيا إلا ويعاني فالسرور قليل فيها والمحن كثيرة قال الشافعي رضي الله عنه مِحنُ الزمان كثيرةٌ لا تنقضي: وسروره يأتيك كالأعياد فلا راحة لإنسان فيها فلكل نصيبٌ من حالها المتقلب بين الضيق والفَرَجِ الذي لا يستثني أحداً. فالحياة لا تدوم لأحدِ على أي حال:(وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ)فهي خليط بين الشدة واللين والاجتماع والفرقة والنجاح والفشل فهي أحوال تتبدل وتتغير بين الآمالِ والآم والحسراتِ فدوام الحالِ فيها من المحال فنحن نعيشُ فيها حالاً بعد حال فنسأل الله السلامة من متقلباتها.
همسة
قد بدَّل الدهرُ صفوَ العيش بالكَدَرِ
وبدَّل العينَ بعدَ النوم بالسَّهرِ
لا عيش يصفُو بذي الدُنيا
التي طُبعَت على الدمار
فلم تبقي ولَم تَذرِ
شكرا على طرح هذا الموضوع يا أبا ياسر .. و أسركك في هذه القصيدة:
تقلباتُ الدهرِ درسٌ للعقلِ
وسراجُهُ للروحِ في ليلِ السبلِ
إن مالَتِ الأيامُ فاثبُتْ وارتجِ
ظلَّ الإلهِ، بهِ تُهدَّى للعملِ
كم عاصفٍ مرَّتْ، وظننتَها أجلًا
فأشرقَ النورُ بعدَ ظُلمةِ الأملِ
لا تيأسَنَّ إذا عراكَ مُتقلِّبٌ
فالصبرُ مفتاحٌ يُزيلُ الكَلَلِ
باللهِ نستعينُ إن ضاقت بنا
وهو الكريمُ، يفيضُ دونَ مَلَلِ
إنْ خابَتِ الدنيا، ففي خَيرٍ بها
درسٌ يُهذِّبُ النفسَ عن زللِ
دعِ الأمورَ لخالقٍ قدَّرها
واعلمْ بأنَّ الخيرَ في ما قد جرى
فالدنيا دارُ ابتلاءٍ فاصطبرْ
وللسماءِ ارفعْ كفوفَ الرجاءِ
يا قلبَ، إنَّ اليأسَ وهمٌ زائلٌ
والأملُ زهرٌ في دروبِ البَاذِلِ
ثقْ بالإلهِ، فإنَّ فضلهُ واسعٌ
ويُنيرُ دربَكَ بالنَّدى والباسلِ
كلام جميل ولكن الاجمل ان ترسم لنا حلول تخطي هذه العقبات في الحياة وكيف نتغلب عليها باسهل الطرق
التعليقات مغلقة.