بقلم اللواء ركن مهندس الدكتور
الأمير
بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
لقد كان أخي محمد بن فهد، رجلاً راقياً، جمع الفضائل كلها من شهامة ومروءة ونخوة وكرم وشجاعة ورجولة، وطيبة ووفاء وصدق وإخلاص في السرِّ والعلن. فبذل قصارى جهده لخدمة عقيدته وولاة أمره ووطنه ومحبيه الذين ودَّعوه اليوم بالدعاء والدموع.
فاللهم إن أبا تركي قد غادر دارنا الفانية إلى دار الخلود الباقية، فاللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، أن ترحمه وتغفر له، وتعوضه عن كل لحظة ألم أصابه جنَّة عرضها السماوات والأرض، يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأملأه بالنور والسرور، وابعثه يوم لقائك آمناً مطمئناً إلى الفردوس الأعلى، وتفضّل عليه بصحبة نبيك ورؤية ذاتك العلية.
كم تمنيت يا أبا تركي أن أكون شاعراً حتى أرثيك بحقك علينا، غير أنني أستعير لسان أخي دايم السيف في رثاء الفيصل فقيد الأُمَّة مودِّعاً:
لاهنت يا راسل الرجاجيل، لاهنت
لا هان راسن في ثرى العود مدفون
***
كم خافقن وقَّف عقب ما تكفنت
وكم ناظرن ذوَّب سواداه محزون
ألا رحمك الله أيها الرجل الشهم النبيل، وجعل نزلك مع الصديقين والشهداء والصالحين، وإنَّا على فراقك يا أبا تركي لمحزون .
ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون).