بقلم اللواء ركن مهندس الدكتور الأمير بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ
فهل سألوا الغواص عن صدفاته؟
(أمير الشعراء)
في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق اليوم الثامن من شهر ديسمبر من كل عام، كنت أتمنى أن أرى مبادرة من معلمي هذه اللغة العظيمة في التعليم العام وفي الجامعات والمعاهد العليا على حد سواء، و لو احتفاءً رمزياً، يذكر الناس بأهميتها ويرغبهم في الغوص في بحورها والنهل من معينها الذي لا ينضب.
فهي أكثر لغات العالم ثراءً وسعة، وأفصحها وأبلغها وأكثرها قدرة على التعبير والصمود والبقاء. فلغزارتها وثرائها، يبدو لمن يتعمق فيها أنه يتواصل مع كائن حي بلحمه وعظمه وشحمه، لا مجرد حروف وكلمات وجمل.
والخبر الرائع الذي ربما يجهله كثيرون: شهد علماء اللغات في الغرب أنفسهم سرَّاً، مع أنهم يحاربونها علانية، بإمكانية اندثار كل لغات العالم، ما عدا اللغة العربية، فهي الوحيدة التي ستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وعلى كل حال، يكفي هذه اللغة العظيمة الغنية الممتعة، شرفاً وفخراً واعتزازاً، أن الله عزَّ و جلَّ، اختارها لغة كتابه الكريم، أصدق الحديث، ولغة أهل الجنة، واختار من قومها آخر رسله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، للناس أجمعين.
أتمنى أن ينتبه المعنيون بتعليم لغتنا الجميلة هذه في الأعوام القادمة، لابتكار أفكار تليق بمقامها للاحتفاء بها في يومها هذا من كل عام، كتنظيم مسابقات من شعر ونثر وقصص وإلقاء… إلخ، للطالبات والطلاب في مختلف مراحل التعليم، تشجيعاً للمواهب، وترغيباً في تعلمها وإتقانها والتبحر في مفرداتها الرائعة الجميلة، وإكراماً لها، وفخراً بها واعتزازاً.
فمن شأن مثل هذه المبادرة، ترسيخ الشعور بلغة كتاب الله في وجدان المجتمع كله. أما أن يأتي هذا اليوم ثم يمضي دون حتى أن يتذكره المهتمون بتعليم لغتنا، فأمر أجده حقاً مؤسف.