بقلم الكاتبه الدكتوره سهير بنت سند المهندي
بالفخر والاعتزاز في السادس عشر من ديسمبر 2024 حظينا بفرصة السلام على حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في قصر الصخير حيث كان شعوراً مليئاً بالفرحة، وهدية وطنية ثمينة نعتز بها عندما غمرنا جلالته بابتسامته العفوية التي كانت بمثابة رمز يختزل تاريخاً من العطاء والإنجاز ورسالة تحمل في طياتها أن البحرين ليست مجرد أرض بل قصة حب تتجدد في قلوب أبنائها مع كل لقاء وطني ومع كل لحظة تلاحم بين القيادة والشعب كما عبرت هذه الابتسامة المشرقة في هذه اللحظة العريقة عن حجم الحب الكبير لهذا الوطن وعطائه اللامتناهي لأبنائه وشعبه، حيث جسد جلالته في تلك اللحظة روح التواضع والاحتضان الوطني عندما حرص على السلام على كل فرد طالته يده الكريمة لتكون كلماته العفوية التي جاءت كرسالة مفعمة بالاعتراف والامتنان مؤكداً أن الجميع في هذا الوطن أعطى وتميز، وأن البحرين تقف شامخة بفضل أبنائها الأوفياء.
إنه اللقاء الوطني الذي حرص جلالته في بروتوكله الرسمي على أن يميز أبناءه المتميزين الذين خدموا هذا الوطن وتقدموا في صفوف المنجزين بأوسمة وطنية من وسام الكفاءة ووسام العمل الوطني والكفاءة الرياضية لتكون هي الأصالة في الاعتراف والامتنان لكل من قدم لهذا الوطن وتميز وترك بصمة متفردة والذي توج بالكلمة الملكية السامية التي عبرت في مضمونها عن الامتنان بكل فخر واعتزاز لمؤسس العيد الوطني وراعيه للوالد الراحل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة منذ انطلاقة مسيرة الوطن المعاصرة، والآباء المؤسسين من غرسوا بذور العطاء وأسسوا ركائز الوطن والتي بجهودكم وتضحياتهم شيدت معالم النهضة وزرعت قيم الوحدة والانتماء حيث الحاضر الذي بني على أسس الماضي.
إن هذا اللقاء تُرجمت معانيه في الاحتفالات التي رسمتها البلاد في هذا الشهر الجاري من هذا العام بشكل مغاير ومتميز في مختلف مناطقها ومحافظاتها والتي عبرت في مضمونها عن عبق الهوية الوطنية والتاريخ والبصمة الوطنية التي تقودك إلى رحلة لاكتشاف جوهر الوطن وأصالته والتي أكد عليها جلالته مضيئة سماء الوطن ببصمتها المتفردة. من مهرجانات القرية التراثية إلى فعاليات طريق اللؤلؤ والتي لم تكن مجرد مظاهر فرح، بل كانت قصائد تُنشد عن أصالة الوطن وجوهره العريق. كأن البحرين تروي حكاياتها عبر هذه الفعاليات، تربط الماضي بالحاضر بحب وفخر، تحمل بين طياتها عبق المجد والإنجاز.
الإنجاز الذي لم يتوقف في ظل احتفالات البلاد بل يزداد بريقاً وشموخاً حينما نرى أكبر إنجاز سيعود على البحرين وأبنائها بكل خير بتحديث مصفاة بابكو للتكرير والتي ستعزز من مسارات التنمية الاقتصادية والتي تعد رمزاً للاستمرارية والابتكار وغيرها من الشراكات الاستراتيجية وصفقة استحواذ على تصنيع السيارات بماكلارين بين ممتلكات وسايفنن وما تم من تحديث للبنية السياحية بأفضل المعايير العالمية لتكون البحرين مركزاً سياحياً عالمياً جذبت كبرى المستثمرين للمطاعم السياحية والماركات العالمية وغيرها من متفرقات متميزة من الأعمال الإنسانية حيث تكريم رواد العمل المتميزين والمجدين والمنشآت المتميزة في القطاع الأهلي، واللفتة الإنسانية المفعمة بالأمل وقرار العفو عن النزلاء حيث عادة جلالته لاندماجهم في المجتمع والمشاركة في المسيرة التنموية الشاملة مؤكداً أن البحرين وطن يمد يده بالعطاء والرحمة، ولم تقتصر إنجازات البحرين على الداخل، بل امتدت إلى تعزيز العلاقات الدولية والاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الراسخة مع الدول الشقيقة والصديقة للحفاظ على أمن المنطقة.
وبينما تمضي أفراح ديسمبر، تتأهب البحرين لخوض غمار بطولة الخليج لكرة القدم التي ستنطلق اليوم بتاريخ 21 ديسمبر على أرض دولة الكويت هذه البطولة، التي انطلقت عام 1970، كانت شاهدة على لحظة مجد حين تُوجت البحرين في العام 2019 بالمركز الأول.
“إلى ملك القلوب، قائد المسيرة وراعي العزّ والمجد”:
من قلوبنا التي تنبض بالولاء والمحبة، نُجدد عهدنا لك، نحن أبناؤك الأوفياء. نعاهدك أن نبقى جنوداً مخلصين تحت رايتك، نسير على خُطاك بثباتٍ وإصرار، حاملين إرث النجاح الذي أرسيت أسسه بكل حكمة وعزم.
بقيادتك الملهمة، أصبح الحلم واقعاً، وأضحت أرضنا شاهدةً على إنجازات تعانق عنان السماء، نفخر بأننا جزءٌ من مسيرتك المباركة، حيث رسّخت معاني العدل والحب والانتماء.
ستظل رؤيتك نبراساً نقتدي به، وطموحاتك حافزاً يدفعنا لنرتقي بوطننا نحو آفاق جديدة، وبينما نمضي في بناء المستقبل، نرفع أكف الدعاء أن يحفظك الله سنداً وذخراً، وأن يديم على وطننا عزّه ومجده في ظل قيادتك الحكيمة”.