بقلم الكاتب حاتم الحميدي
الضمير هو صوت داخلي في الإنسان يعمل كمرشد أخلاقي يساعده على التفرقة بين الحق والباطل والخير والشر ،وهذا الصوت الداخلي يلعب دورًا مهمًا في توجيه سلوكنا وتصرفاتنا نحو ما يتوافق مع القيم والمبادئ الأخلاقية. بعبارة أبسط، الضمير هو ذلك الحس الإنساني الذي يرشدنا لاتخاذ القرارات الصحيحة ويمنعنا من ارتكاب الأخطاء.
قد يمر الإنسان بفترات في حياته يغيب فيها ضميره، أو ربما يختار تجاهله لأسباب متعددة؛ قد تكون طمعًا، أو ضعفًا، أو تحت ضغط الظروف. لكنه مهما حاول الهروب، يبقى الضمير متربصًا، ينتظر لحظة يقظة ليواجه الإنسان بنفسه وبأفعاله.
كيف يستيقظ الضمير ..؟
هناك نقطة تحول عندما يستيقظ الضمير، تكون تلك اللحظة نقطة تحول في حياة الإنسان. قد تأتي بعد خطأ جسيم، أو موقف يضعه أمام مرآة ذاته. في تلك اللحظة، يشعر بالندم، ويبدأ في مراجعة أفعاله ومواقفه. قد تكون هذه اللحظة مؤلمة، لكنها غالبًا ما تكون بداية رحلة تصحيح المسار.
قوة الاعتراف والإصلاح توقظ الضمير فالاعتراف بالخطأ هو أول خطوة نحو التغيير. الشخص الذي يستيقظ ضميره يبدأ بالسعي لإصلاح ما أفسده، سواء بالاعتذار لمن ظلمه، أو برد الحقوق إلى أصحابها، أو حتى بمحاولة تعويض ما فات. وهنا تكمن عظمة الضمير، فهو لا يكتفي بالتأنيب، بل يحث على الفعل.
كيف تؤثر يقظة الضمير على المجتمع ..؟
عندما يستيقظ ضمير الفرد، فإنه لا يؤثر فقط على حياته الشخصية، بل ينعكس على المجتمع ككل. الأمانة في العمل، الإخلاص في العلاقات، الالتزام بالقوانين، كلها أمور تزداد عندما تكون الضمائر حية. مجتمع يملؤه أفراد بضمائر يقظة هو مجتمع يسوده العدل والإنسانية.
هل يُعاد إحياء الضمير ..؟
من وجهة نظري نعم، الضمير يمكن أن يستيقظ في أي وقت. ولكن قد يتطلب الأمر صدمة، أو موقفًا يجبر الشخص على التأمل والتفكير في أفعاله. التربية الجيدة، والبيئة الإيجابية، والتعلم من الأخطاء، كلها عوامل تساعد على إبقاء الضمير حيًا ومنتعشًا.
خاتمة !!!
أختم ماذكرت بأن يقظة الضمير هي رسالة تحمل في طياتها أملًا كبيرًا. فحتى لو أظلمت الطرق، فإن بصيص الضمير يمكن أن ينير الدرب من جديد. وما أجمل أن يكون الإنسان في سلام مع ذاته، ينظر إلى مرآته بطمأنينة، ويمضي في حياته بخطى ثابتة، مكللة بالصدق والإخلاص.