بقلم الكاتبة أحلام فايز الرويلي
التضحية هي قيمة إنسانية نبيلة تعبر عن القدرة على وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتنا الخاصة. عادةً ما تعبر التضحية عن عواطف إيجابية مثل الحب والولاء والرغبة في المساعدة. لكن ماذا يحدث عندما نقدم التضحيات لأشخاص لا يقدرونها أو لا يستحقونها؟
التضحية لمن لا يستحق تتضمن تقديم الوقت أو الجهد أو الدعم لأشخاص لا يعطون المقابل من الاهتمام أو التقدير. قد تجد نفسك تقدم التضحيات مرارًا وتكرارًا لأشخاص يستغلون كرمك أو لا يشعرون بأي مسؤولية تجاهك. هذا النوع من التضحية يؤدي إلى الشعور بالإحباط، حيث يُهدر الجهد والوقت دون إحساس بالتقدير.
لماذا نستمر في التضحية؟
غالبًا ما يُستمد الدافع للتضحية من الرغبة في الحصول على القبول أو الحب أو من الشعور بالمسؤولية. في بعض الأحيان، نأمل أن تؤدي تضحياتنا إلى تغيير في سلوك الشخص الآخر، أو نعتقد أنه من خلال الجهد المستمر، سيُظهرون الامتنان في المستقبل.
التأثير النفسي
استمرار التضحية دون تقدير ينتج عنه آثار نفسية سلبية، مثل الشعور بالنقص، وانخفاض تقدير الذات، وحتى الغضب تجاه الشخص الذي يُفترض أنه “لا يستحق”. مع مرور الوقت، تتحول العلاقة من علاقة متوازنة إلى علاقة غير صحية.
كيفية التوقف عن التضحية غير المجدية
التقييم الذاتي يجب أن يسأل المرء نفسه عن الدوافع وراء هذه التضحية وما إذا كانت تؤدي إلى نتائج إيجابية أم سلبية.
الحديث المفتوح والصريح مع الأشخاص المعنيين يمكن أن يكشف عن مدى التقدير أو اللامبالاة.
وضع الحدود تعلم قول “لا” حينما تشعر أن التضحية ليست في محلها أو عندما تتجاوز القدرة على العطاء،والبحث عن علاقات تتسم بالتوازن في العطاء والأخذ.
الختام
التضحية لمن لا يستحق هي درس في الفهم الشخصي والعلاقات الإنسانية. ينبغي لنا أن نتعرف متى نقدم التضحيات ومتى نحتاج إلى حماية أنفسنا من العلاقات التي تستنزف طاقتنا بلا مقابل. في نهاية المطاف، تستحق التضحيات أن توجه نحو من يقدرها حقًا، ممن يمنحون الحب والاحترام في المقابل.
