كفوا بلاءكم عنا

71
0
Screenshot

شهد القحطاني 

الإنسان يمتلك مشاعر فطرية للتعايش مع الغير منها ما هو إيجابي كالمحبة والشفقة والتعاطف والتسامح وحب الاخرين والرضا.. وغير ذلك مما ينشر السلام والمحبة بين الناس و تُبنى به المجتمعات وتزدهر.. ومنها ما هو سلبي كالكره والحقد والغضب والحسد.. وغيرها وتلك المشاعر السلبيه سوس ينخر في بناء المجتمعات ويتسبب في هدمها .
فمثلاً الحقد والحسد صفتان بذيئتان بل من أسواء الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الشخص وهما من أخطر أمراض القلوب التي قد يصاب بها الشخص
بسبب الحقد تُرتَكب الجرائم و تُهدَم البيوت والمجتمعات وينتشر الخراب والفتن وبسببه يستهدف إبليس البشر إلى يوم الدين ليضلهم عن طريق الحق والإيمان الحقد كالنار لا تشبع أبداً فحين يتملك القلب يرحل كل شيء نقي و جميل به ويتوشح بالسواد.
الحقد هو الضغينة والعداوة في القلب والتربص وسوء الظن بالخلق وطلب الانتقام.. والغضب بذرة الحقد فإن لم يسيطر الإنسان على غضبه فسيستفحل ويتحول إلى بُغض وحقد يملأ القلب ثم إلى رغبة في الانتقام ومن أسباب الحقد : الظلم والجشع والطمع وعدم الرضا والمنافسة والجدال والخصومة التي تتغلغل الصدور وتهيج الغضب ومن الأسباب فقدان الشخص ما يتمناه لنفسه وحصوله لغيره فنجد هذا يحقد على أخيه وذاك على زميله وتلك على صديقتها وأخرى على زميلتها في الدوام..
تعددت الأمثلة لكنها في النهاية نار تأكل الأخضر واليابس، علينا النجاة منها .
ولكي ننجو من لهيب نار الحقد علينا البُعد عن الغضب وسوء الظن والرضا بما قسمه الله لنا والتماس العذر للآخرين والتصافح و العفو .
أما الحسد فهو شعور عاطفي سلبي وهو داء تمني زوال النعم من شخص ما مثل نعمة الصحه او المال والقوه والانجاز والحصول عليها .
إذا أصاب الشخص حوّل حياته إلى مأساة بطلها الضغط النفسي والعقلي وحتى الجسدي والإصابة بهذا الداء سببه الغيرة واستكثار نعم الله على الغير فيتحول إلى وجع عاطفي وبدني يقض مضجع الحاسد.
والحاسد يضر نفسه دون أن يعلم، فيصاب بالهم والغم والتأذي بنعم الله على عباده و يتعدى تمني زوال النعمه على ضرر المحسود فيؤذيه بالكلام أو بالسعي لإفقاده وظيفته أو ضرره في نفسه وبدنه وسمعته أو في دينه فنجد من يحسد زميله على تفوقه ونجد من يحسد صديقه على المال أو الصحة أو غير ذلك من نعم الله ولا يهدأ له بال حتى يتأذى المحسود
لا شك أن الحسد حق لما ورد في الكتاب فقد قال الله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
وطريق النجاة والسلامه من هذان الدأين هو التيقن بأنهما منكر وظلم لعباد الله واعتراض على امر الله الذي قسم الرزق بين العباد .
أيها الحاقدين والحاسدين كفوا بلاءكم وشركم عن عباد الله وطهروا نفوسكم فرزق الانسان لن يأخذه غيره .
نسأل الله العافيه والوقاية من شر النفس الأماره بالسوء وطهر الله نفوسنا جميعاً .

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك !
الرجاء إدخال اسمك هنا