حقائق الأخبار – أحمد الكومي
يعد ليوم ذكرى بداية حرب الأفيون، التي أعلنتها بريطانيا على الصين. وتعرف هذه الأحداث حربين رئيسيتين عُرفت كل منهما باسم “حرب الأفيون”، حيث كانت الإمبراطورية الصينية تحت حكم سلالة تشينج، بينما إنضمت فرنسا إلى الجانب البريطاني في الحرب الثانية، وكان الدافع وراء هذه الصراعات هو محاولة الصين للحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما أثار غضب بريطانيا التي كانت تجني أرباحاً هائلة من تجارة الأفيون في المنطقة.
وكانت بريطانيا تتمتع بقوة عسكرية هائلة، قررت إطلاق الحرب على الصين بهدف إعادة فتح سوق الأفيون، وبحث البريطانيون عن مبرر لهذه الحرب، فاستندوا إلى مبدأ “حرية التجارة”، بعد إنتصاراتها على المنافسين في الحروب النابليونية، ونتيجة للثورة الصناعية، أصبحت بريطانيا القوة الرأسمالية الأولى في العالم، وسعت إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها والبحث عن مصادر رخيصة للمواد الأولية.
وخلال عام 1840، أرسلت بريطانيا أسطولها وجنودها إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها للتجارة بالقوة، واستمرت الحرب لعامين، من 1840 إلى 1842، شهدت خلالها مقاومة عنيفة من الصينيين، ومع ذلك تمكنت القوات البريطانية من إحتلال مدينة “دينج هاى” في مقاطعة شين جيانج، واقتربت من بوابة بكين، وأدى ذلك إلى دفع الإمبراطور الصيني للتفاوض مع بريطانيا، مما أسفر عن توقيع اتفاقية “نان جنج” في أغسطس 1842.
ركزت الإتفاقية على عدة نقاط رئيسية، أبرزها تنازل الصين عن جزر هونج كونج لبريطانيا، التي أصبحت قاعدة عسكرية وسياسية لها، كما تم فتح خمسة موانئ للتجارة البريطانية، وفرض تعويضات على الصين عن نفقات الحرب، بالإضافة إلى تحديد تعريفة جمركية على الواردات البريطانية. هذه الاتفاقية كانت بمثابة فقدان الصين لسيادتها في فرض الضرائب، وأدخلت مبدأ الدولة الأولى بالرعاية في التجارة، وفي العام التالي أُجبرت بريطانيا الصين على توقيع ملحق ينص على تحديد نسبة 5% على الصادرات البريطانية إلى الصين، وتعتبر إتفاقية فان جينج بداية سلسلة من الإتفاقات غير المتكافئة والمهينة التي وقعتها الصين مع الدول الغربية في ذلك الوقت.