✒️ بقلم صَالِح الرِّيمِي
المثالية في الحياة الزوجية هي حياة خيالية وليست واقعية في ظل نقص الطرفين، فالإنسان دائمًا يبحث عن السعادة والكمال، لكن ليس من الضروري أن يجدها في كل سبيل يبحث عنها..
ولا توجد مشكلة على وجه الأرض ليس لها حلًا!! إذًا ليس هناك زوجة مثالية أو زوج مثالي مطلقًا، ولكن يوجد زوج يحب أن يرضي الله عزوجل بحسن تعامله مع زوجته وتجاوزه عن زلاتها، وكذلك الزوجة تحسن التبعل للزوج مرضاة الله عزوجل والدار الآخرة.
ولذلك فإن علاقة الزواج هي علاقة تكامل وتفاضل وتعايش وليس مساواة، فالله عزوجل سمى عقد الزواج بالميثاق الغليظ، حتى تستمر الحياة الزوجية بأحسن حال وأهنئ بال، ثم كملها بأن جعل بين الزوجن حب ومودة ورحمة وسكن.
يقول أحد المصلحين الاجتماعيين:
قبل حوالي أربعة أشهر استشارتني إحدى الزوجات بأنها تريد أن تفسخ عقدها من زوجها بسبب سوء معاملته القاسية لها، فقلت لها ممكن تفسخي العقد لكن أرجو أن تعطيه فرصة أخيرة لمدة شهر وعامليه بحب مصطنع ورومانسية كاذبة، وتعاملي معه بحسن تبعل وتدلل وتغنج، واجعليه في آخر هذا الشهر يندم على فراقك، وبعد انتهاء الشهر تعالي عندي افسخ لكِ العقد مباشرة لو أردتِ..
فقالت تمام سابذل قصارى جهدي لتوديعه بحسن التعامل كما طلبت، وبعد أربعة أشهر وليس شهرًا واحدً لم تمر عليّ البته لكي تفسخ عقدها، فاتصلت بها هل مازلتِ تنوي فسخ العقد؟ فقالت لا طبعًا، فالحمدلله زوجي تغير تغييرًا جذريًا وأصبح يعاملني معاملة حسنة وكأني أميرة في البيت..
السؤال هنا للجميع من الذي تغير؟ الزوجة أم الزوج؟
أنا أقول في اعتقادي الذي تغير هي الزوجة للأحسن، ولم تعلم أنها هي التي تغيرت، وأن الزوج مجرد انعكاس لتغيرها وتغيير معاملتها له.
ترويقة:
التعامل المثالي في الحياة الزوجية شيء رائع بين الزوجين، وكلاهما ينشد هذا الخلق الرفيع والسلوك الجميل مع شريك العمر..
هناك قاعدة جميلة في الحياة الزوجية وهي: خيط معاوية، كلما شدت الزوجة الحبل رخى الزوج والعكس صحيح، وهذا يسمى التناغم والتعايش بين الزوجين، فإذا كان أحد الزوجين في قمة غضبه، يجب أن يكون الطرف الآخر في قمة هدوءه.
ومضة:
قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم.. خيركم خير لأهله، وأنا خير لأهلي)، ولكي تستمر الحياة الزوجية – فقط – نحتاج إلى قليل من التجاهل والتغابي والتغافل.