الرئيسية مقالات أحلام الرويلي تكتب :(المال يتنفس الحياة)…!!؟!!

أحلام الرويلي تكتب :(المال يتنفس الحياة)…!!؟!!

83
0

بقلم الكاتبه أحلام فايز الرويلي

المال أكسجين الحياة  تعكس الفكرة أن المال يلعب دوراً حيوياً في حياتنا اليومية، مثل الأكسجين الذي نحتاجه للبقاء على قيد الحمدلله
المال يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، فهو ضروري لتلبية الحاجات الأساسية والرفاهية المعيشية. يمكننا القول أن المال عبارة عن وسيلة لتسهيل الحياة وتحقيق الأهداف والطموحات، سواء كانت متعلقة بالتعليم أو الصحة أو الإسكان أو غيرها.

في الحياة اليومية، يُعتبر المال مصدرًا للأمان والاستقرار. فهو يمكّن الأفراد من توفير الغذاء والمأوى والملبس، بالإضافة إلى تحسين مستوى المعيشة بطرق متنوعة مثل الرفاهية والترفيه والسفر. كما يتيح المال للأفراد فرصة الاستثمار في المستقبل، سواء من خلال التعليم أو إقامة المشاريع الخاصة.

أن المال هو وسيلة لتحقيق الأهداف والطموحات، وهذا صحيح تماماً. المال في جوهره ليس غاية بحد ذاته، بل هو أداة تمكننا من تحقيق ما نصبو إليه في حياتنا
المال أيضًا يلعب دورًا مهمًا في التأثير الاجتماعي والاقتصادي. يُعتبر وسيلة لتحقيق التأثير والنفوذ والقدرة على إحداث تغيير في المجتمع سواء عن طريق الأعمال الخيرية أو الاستثمار في مشاريع تنموية.

أما في القرآن الكريم، فقد جاء ذكر المال في العديد من الآيات التي توضّح أهميته وكيفية التعامل معه. يقول الله تعالى في سورة الكهف: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” (الكهف: 46). هذه الآية تشير إلى أن المال والأبناء جزء من زينة الحياة الدنيا، وأنهما مصدر اختبار للإنسان في كيفية التصرف بهما.

ومع ذلك، يُقدّم القرآن توجيهات واضحة حول ضرورة إدارة المال بحكمة واعتدال. المال يجب أن يُستخدم لتحقيق الخير والصلاح، وليس للإسراف أو البذخ. كما يشدد الإسلام على أهمية الصدقة والزكاة، وهي جزء من توزيع المال لصالح الأقل حظًا والمحتاجين، مما يعكس قيمة العطاء والكرم في المجتمع.

. فالمال يساعدنا على تلبية احتياجاتنا الأساسية، مثل الطعام والمسكن والملبس، كما يمكننا من الحصول على الخدمات التي تعزز جودة حياتنا، مثل التعليم والرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمال أن يفتح لنا آفاقاً جديدة وفرصاً لم نكن لنحلم بها لولا وجوده، مثل السفر والتعرف على ثقافات مختلفة، أو الاستثمار في مشاريعنا الخاصة وتحقيق أحلامنا في ريادة الأعمال.
المال في القرآن الكريم والسنة النبوية:
لقد أولى الإسلام اهتماماً كبيراً للمال، فهو عصب الحياة وقوامها. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تتناول موضوع المال وأهميته، وكيفية إنفاقه واستثماره.
ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} (النازعات: 40-41)، وهذه الآية الكريمة تبين أن المال ليس هو الهدف الأسمى في حياة المسلم، بل هو وسيلة للوصول إلى مرضاة الله تعالى والفوز بالجنة.
وفي السنة النبوية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجلِ الصالحِ” (رواه البخاري ومسلم)، وهذا الحديث الشريف يدل على أن المال الصالح هو ما يُنفق في طاعة الله تعالى ورضاؤه، وفي مصالح المسلمين، وفي وجوه الخير والبر.
الاعتدال في كسب المال وإنفاقه:
الإسلام يحث على الاعتدال في كسب المال وإنفاقه، ويذم التبذير والإسراف، ويحث على الاقتصاد والتدبير. ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67)، وهذه الآية الكريمة تبين أن المسلم الحق هو الذي يعتدل في إنفاقه، فلا يسرف ولا يبخل، بل يكون إنفاقه بين الإسراف والتقتير.
المال في الإسلام ليس حقاً خالصاً لصاحبه، بل هو أمانة عنده، يجب عليه أن يؤدي حق الله فيه، وأن ينفقه في وجوه الخير والبر، وأن يساعد به المحتاجين والفقراء. ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} (الإسراء: 26)، وهذه الآية الكريمة تأمر المسلم بأن يؤدي حق ذوي القربى والمساكين وابن السبيل، وأن يساعدهم بالمال إذا كانوا محتاجين.

في الختام المال هو نعمة من الله تعالى، يجب علينا أن نستخدمه في طاعته ورضاه، وأن نعتدل في كسبه وإنفاقه، وأن نؤدي حق الله فيه، وأن نساعد به المحتاجين والفقراء. فالمال ليس هو الهدف الأسمى في حياتنا، بل هو وسيلة للوصول إلى مرضاة الله تعالى والفوز بالجنة.