بقلم ..الكاتب / أ.صالح الريمي
طعامك هو انعكاس لثقافتك وشخصيتك والبيئة التي تعيش فيها، فقد عُرفت بعض الأغذية قديمًا وحديثًا بخصائصها المقاومة للعديد من الأمراض والمساعدة على تحقيق الشفاء منها، ومما لاشك فية أن المحافظة على إختيار الغذاء المتوازن الصحي من حيث الكمية والنوعية هي إحدى أفضل الوسائل للوقاية من أمراض كثيرة..
لذلك فقد أجريت العديد من الأبحاث العلمية ومازالت تجرى بشكل واسع ومستمر لكشف أسرار الغذاء والدور الذي يلعبة الطعام في الوقاية والعلاج.
جئتكم اليوم لأنقل لكم معلومات مهمة من كتاب أسرار الغذاء، فهناك دراسة علمية قامت بها إحدى الجامعات الالمانية، تقول فيها بالحرف الواحد: “فضل الجوع وأثره على صحة الإنسان”، وأنا أقول سبحان الله الذي أمرنا بصيام التطوع وفرض علينا في العام صيام شهر كامل لإعادة برمجة الجسم بعد عناء عامل كامل من ملذات الطعام، والعلم اليوم يثبت صحة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفضل صيام التطوع على صحة الإنسان..
فحين يجوع جسد الإنسان يأكل نفسه أو يقوم بعملية تنظيف لنفسه بإزالة كل الخلايا السرطانية وخلايا الشيخوخة والزهايمر، ويحافظ الجسم على صحته ويحارب أمراض السكر والضغط والقلب عن طريق تكوين بروتينات خاصة لا تتكون إلا تحت ظروف معينة يصنعها الجسم لتتجمع بشكل انتقائي حول الخلايا الميتة والسرطانية والمريضة وتحللها وتعيدها إلى صورة يستفيد منها الجسم، وهذا ما يشبه تدوير المخلفات.
واليوم وصل العلماء عبر دراسات طويلة ومتخصصة إلى أن عملية الالتهام الذاتي، “autophagy” ولا تتم هذه العملية في ظروف غير تقليدية بالأكل طوال العام، لكن مع الصيام المتقطع والامتناع الإنسان عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن 8 ساعات ولا تزيد عن 16 ساعة، يجبر الجسم على تلك العملية وهو ما تسمى اليوم في علم الغذاء بالصيام المتقطع..
مع ممارسة الإنسان حياته الطبيعية خلال الصيام المتقطع فترة من الزمن للوصول بالجسم
لأقصى استفادة، وحتى لا تعطي فرصة لتلك الخلايا السرطانية أن تنشط من جديد.
فأثناء هذا الحرمان الكامل والمتكرر يوميًا لاحظ العلماء أن هناك نشاط جسيمات بروتينية غريبة أسموها “autophagisomes” وتتكاثر في كل من أنسجة المخ والقلب والجسد وتكون أشبه بمكانس عملاقة تتغذى على أية خلية غير طبيعية تقابلها..
لأن الرياضة وحدها لا تمنحك الوزن المثالي إلا بنظام غذائي صحي وحمية من السكريات والنشويات، فقلة الأكل غير الصحي مع الرياضة لا تنقص الوزن بالعكس تزيد من الدهون في الجسم، وشرب المياه بكثرة لا يزيل الكرش بل يساعد على التنحيف بصورة أسرع، ولا يوجد مكمل غذاء يبرز العروق فقط عندما تصفي الدهون في جسمك سوف تظهر، وخروج العرق لا يعني بالضرورة تنشيف الجسم أو إنقاص الوزن.
*ترويقة:*
إن أردت أن تعيش حياة هادئة وآمنة، ولا تود أن تتعب كثيرًا، وتتعب أبناءك من بعدك في المشافي والعمليات؛ عليك من الآن البدء مباشرة بتحسين غذائك، واتباع الحمية، والصوم المتقطع لصحة جيدة تستمر معك، إن آمنت بذلك، فأعتقد جازمًا أنك ستنجح، ويبقى أن الأمر كله بيد الله، وتلك أقدار كتبها ربنا علينا، ولكننا نأخذ بالأسباب فقط.
*ومضة:*
أخيرًا نصحت الدراسة العلمية على الإنسان الذي يريد أن يكون جسمه طبيعي من غير أمراض بممارسة الرياضة مع الجوع والعطش يومين أو ثلاثة أيام أسبوعيًا، وهذا ما أوصى به نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام أيام البيض في الشهر.