حقائق الاخبار
🖌️موضي العمراني
اليوم، أقف أمامكم لا لمجرد مشاركة تجربة، بل لإلقاء الضوء على تلك اللحظة العابرة التي قلبت موازين حياتي. لحظة كانت أشبه بلمسة قدر خاطفة، حيث تحولت الكتابة من فعل بسيط إلى نافذة تطل على عوالم أعمق، عوالم لا يحدها الواقع ولا يقيدها الخيال. في تلك اللحظة، شعرت أن الكلمات التي كانت تتراكم على الورق تحمل في طياتها أكثر من مجرد معاني، بل تحمل حياة، تجارب، ومشاعر، تُترجم ما لا يُقال.
بدأت الكتابة كخربشات عابرة؛ مساحات بسيطة أطلق عليها “خربشات الظهيرة” و”خربشات المساء”، لكنها لم تكن خربشات عادية. كانت ثورة صامتة، رقيقة أحيانًا وصاخبة أحيانًا أخرى. كُنتُ أستعير من العالم أصواتًا خاملة وأحولها إلى “قلم سليط” كما أُطلق عليه. لكنني لم أكن أعلم حينها أن هذا القلم، الذي كان يلعب في مساحات الوقت، سيصبح نهرًا متدفقًا من الحروف، يحمل بين دفتيه روحًا نابضة بالحياة.
هل كانت الكتابة ملاذًا للعقل والقلب؟ أم كانت مرآة تعكس ما بداخل تلك الروح المتعبة، الطموحة، المتمردة؟ في كل حرف كتبته، كان هناك جزء مني يهرب من الواقع، يبحث عن فسحة من الأمل، عن مكان أستطيع فيه ترجمة همسات قلبي التي لم يسمعها أحد.
ثم جاءت الانطلاقة. ضجيج حرف لم يكن مجرد كتاب، بل كان تعبيرًا عن تلك الأصوات الخافتة التي كانت تصدح بداخلي لسنوات. كان إعلانًا عن وجودي، عن صراعي الداخلي الذي تحول إلى إنجاز ملموس. كما كان تابوت العشق شاهدًا على تحول الكتابة إلى مرآة تعكس مشاعر الحب واللاحب، وتحمل في طياتها تناقضات الحياة وجمالياتها.
الكتابة لم تعد مجرد وسيلة للتعبير عن الذات، بل أصبحت فعلًا نقديًا يمزج بين الواقعي والمتخيل، بين الذاتي والجماعي، لتتحول إلى أداة تحليلية تعكس تناقضات العالم من حولي. في كل نص أكتبه، هناك حوار بين الكاتب والقارئ، حوار يتجاوز الكلمات ليصل إلى تلك النقطة العميقة في النفس، حيث تلتقي الفكرة بالمشاعر، وتتشابك الحقيقة مع الخيال.
أختم كلامي بدعوة لكل من يحمل بين يديه قلمًا: لا تتردد في أن تُصغي إلى ما تهمس به روحك. ارتقِ بشغفك، وصغ قصتك. فالكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي حياة كاملة تُكتب وتُعاد صياغتها مع كل حرف
. مشاركتي في معرض عمان للكتاب ٢٣